اسمع القرأن

السبت، 26 ديسمبر 2009

فضل صيام يوم عاشوراء

فضل صيام يوم عاشوراء

المصدر:إذاعة طريق الإسلام

تعريفه

هو اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام

مناسبة الصيام

شكر لله تعالى على أن نجى موسى عليه السلام وقومه من فرعون وقومه في اليوم العاشر من محرم

فضله

عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء ، فقال : إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله . رواه مسلم

مراتب صيام يوم عاشوراء

أكملها : أن يُصام قبله يوم وبعده يوم
ويلي ذلك : أن يصام التاسع والعاشر
ويلي ذلك : إفراد العاشر وحده بالصوم

فوائد حول هذه المناسبة

- يستحب صيامه اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام .
- هذا اليوم صامه النبي صلى الله عليه وسلم وصامه الصحابة وصامه موسى عليه السلام قبل ذلك شكرا
- هذا اليوم له فضل عظيم وحرمة قديمة
- يستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده لتتحقق مخالفة اليهود التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها
- فيه بيان أن التوقيت في الأمم السابقة بالأهلة وليس بالشهور الإفرنجية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن اليوم العاشر من محرم هو اليوم الذي أهلك الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى عليه السلام وقومه ..
- هذا ما ورد في السنة بخصوص هذا اليوم وما عداه مما يُفعل فيه فهو بدعة خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم ..
- وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة - والله ذو الفضل العظيم - فبادر أخي باغتنام هذا الفضل وابدأ عامك الجديد بالطاعة والمسابقة الى الخيرات { إن الحسنات يذهبن السيئات }

السبت، 19 ديسمبر 2009

تسبيح الحصى


عن
أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت رجلاً ألتمس خلوات النبي الله صلى الله عليه وسلم لأسمع منه أو لآخذ عنه، فهجرت يومًا من الأيام، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من بيته، فسألت عنه الخادم فأخبرني أنه في بيت، فأتيته وهو جالس ليس عنده أحد من الناس، وكأني حينئذ أرى أنه في وحي، فسلمت عليه.

فرد علي السلام ثم قال: ما جاء بك؟ فقلت: جاء بي الله ورسوله، فأمرني أن أجلس، فجلست إلى جنبه لا أسأله عن شيء لا يذكره لي، فمكثت غير كثير فجاء أبو بكر يمشي مسرعًا فسلم عليه فرد السلام ثم قال: ما جاء بك؟ قال: جاء بي الله ورسوله...

فأشار بيده أن أجلس فجلس إلى ربوة مقابل النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها الطريق، حتى إذا استوى أبو بكر جالسًا، فأشار بيده، فجلس إلى جنبي عن يميني، ثم جاء عمر ففعل مثل ذلك، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، وجلس إلى جنب أبي بكر على تلك الربوة، ثم جاء عثمان فسلم فرد السلام وقال: ما جاء بك؟ قال: جاء بي الله ورسوله، فأشار إليه بيده، فقعد إلى الربوة، ثم أشار بيده فقعد إلى جنب عمر.

فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لم أفقه أولها غير أنه قال: قليل ما يبقين، ثم قبض على حصيات سبع أو تسع أو قريب من ذلك، فسبحن في يده حتى سمع لهن حنين كحنين النخل في كف النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ناولهن أبا بكر وجاوزني فسبحن في كف أبي بكر، ثم أخذهن منه فوضعهن في الأرض فخرسن فصرن حصى، ثم ناولهن عمر فسبحن في كفه كما سبحن في كف أبي بكر، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن، ثم ناولهن عثمان فسبحن في كفه نحو ما سبحن في كف أبي بكر وعمر، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن.

حسن: أخرجه البيهقي في الدلائل، ورواه السيوطي في الخصائص الكبرى، وعزاه للبزار والطبراني في الأوسط وأبي نعيم.

المصدر: موقع السراج (قبسات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم)

الاثنين، 24 أغسطس 2009

وجاء الضيف الكريم


وجاء الضيف الكريم
أبو عبد الملك العُمري
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده وعلي آله وصحبه وسلم ...........ها قد جائكم ضيف كريم يطرق باب القلوب والجوارح من جديد ليعلقها برب البرّيات ويزهدها في الدنيا وما فيها من شهوات ضيف جاء ومع من الماء النقي ليغسل الأوزار والمعاصي والذنوب التي بها فسدت الجوارح وقتلت القلوب ضيف من تركه بدون تكريم ولا حسن ضيافه خسر وخاب وندم وظل في غياهب الظلم والظلمات ومن أحسن لقائه فلح وأدرك النجاح وسار علي درب الصالحين واشعل نوراً في قلبه هذا الضيف هو رمضان أتى رمضان مزرعة العباد ... لتطهير القلوب من الفسادفأد حقوقه قولا وفعلا ... وزادك فاتخذه للمعادفمن زرع الحبوب وما سقاها ... تأوه نادما يوم الحصاديا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح من لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعده لا يربحكم ينادي حي على الفلاح وأنت خاسر كم تدعى إلى الصلاح وأنت على الفساد مثابر.إذا رمضان أتى مقبلا ... فاقبل فبالخير يستقبللعلك تخطئه قابلا ... و تأتي بعذر فلا يقبلكم ممن أمل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله فصار قبله إلى ظلمة القبر كم من مستقبل يوما لا يستكمله ومؤمل غدا لا يدركه إنكم لو أبصرتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغرورهفكم خربت من ديار وكم أخلت ديارا من أهلها فما بقي منهم ديار كم أخذت من العصاة بالثار كم محت لهم من آثاريا صاحب الذنب لا تأمن عواقبه ... عواقب الذنب تخشى وهي تنتظرفكل نفس ستجزى بالذي كسبت ... و ليس للخلق من ديانهم وزرأين حال هؤلاء الحمقى من قوم كان دهرهم كله رمضان ليلهم قيام ونهارهم صيامباع قوم من السلف جارية فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها فسألتهم فقالوا نتهيأ لصيام رمضان فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان ردوني عليهم.باع الحسن بن صالح جارية له فلما انتصف الليل قامت فنادتهم: يا أهل الدار الصلاة الصلاة قالوا: طلع الفجر؟ قالت: أنتم لا تصلون إلا المكتوبة ثم جاءت الحسن فقالت: بعتني على قوم سوء لا يصلون إلا المكتوبة ردني ردني قال بعض السلف: صم الدنيا واجعل فطرك الموت الدنيا كلها شهر صيام المتقين يصومون فيه عن الشهوات المحرمات فإذا جاءهم الموت فقد انقضى شهر صيامهم واستهلوا عيد فطرهم.وقد صمت عن لذات دهري كلها ... ويوم لقاكم ذاك فطر صياميمن صام اليوم عن شهواته أفطر عليها بعد مماته ومن تعجل ما حرم عليه قبل وفاته عوقب بحرمانه في الآخرة وفواته وشاهدواذلك في قوله تعالى: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} وقول النبي صلى الله عليه وسلم: \"من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ومن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة\" .أنت في دار شتات ... فتأهب لشتاتكواجعل الدنيا كيوم ... صمته عن شهواتكوليكن فطرك عند الله ... في يوم وفاتكخطب عمر بن عبد العزيز آخر خطبة خطبها فقال فيها: إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى وإن لكم معادا ينزل الله فيه للفصل بين عباده فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم جنة عرضها السموات والأرض ألا ترون إنكم في أسلاب الهالكين وسيرتها بعدكم الباقون كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين وفي كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله فتودعونه وتدعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد قد خلع الأسباب وفارق الأحباب وسكن التراب وواجه الحساب غنيا عما خلف فقيرا إلى ما أسلف فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته وإني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي ولكن أستغفر الله وأتوب إليه ثم رفع طرف ردائه وبكى حتى شهق ثم نزل فما عاد إلى المنبر بعدها حتى مات رحمة الله عليه.يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب ... حتى عصى ربه في شهر شعبانلقد أظلك شهر الصوم بعدهما ... فلا تصيره أيضا شهر عصيانواتل القرآن وسبح فيه مجتهدا ... فإنه شهر تسبيح وقرآنفاحمل على جسد ترجو النجاة له ... فسوف تضرم أجساد بنيرانكم كنت تعرف ممن صام في سلف ... من بين أهل وجيران وإخوانأفناهم الموت واستبقاك بعدهم ... حيا فما أقرب القاصي من الدانيومعجب بثياب العيد يقطعها ... فأصبحت في غد أثواب أكفانحتى يعمر الإنسان مسكنه ... مصير مسكنه قبر لإنسانثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: \"كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا الذي أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك\" وفي رواية: \"كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي\" وفي رواية للبخاري: \"لكل عمل كفارة والصوم لي وأنا الذي أجزي به\" وخرجه الإمام أحمد من هذا الوجه ولفظه: \"كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوم والصوم لي وأنا أجزي به\" .فعلى الرواية الأولى: يكون استثناء الصوم من الأعمال المضاعفة فتكون العمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد بل يضاعفه الله عز وجل أضعافا كثيرة بغير حصر عدد فإن الصيام من الصبر وقد قال الله تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر.وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال: \"الصوم نصف الصبر\" خرجه الترمذي.و الصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله وصبر عن محارم الله وصبر على أقدار الله المؤلمةو تجتمع الثلاثة في الصوم فإن فيه صبرا على طاعة الله وصبرا عما حرم الله على الصائم من الشهوات وصبرا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس والبدن وهذا الألم الناشىء من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه كما قال الله تعالى في المجاهدين: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} و اعلموا أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب منها شرف المكان المعمول فيه ذلك العمل كالحرم ولذلك تضاعف الصلاة في مسجدي مكة والمدينة كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:\"صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام\" وفي رواية: \"فإنه أفضل\" وكذلك روي: \"أن الصيام يضاعف بالحرم\" وفي سنن ابن ماجة بإسناد ضعيف عن ابن عباس مرفوعا: \"من أدرك رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواه\"وذكر له ثوابا كثيرا ومنها: شرف الزمان كشهر رمضان وعشر ذي الحجة وفي حديث سلمان الفارسي المرفوع الذي أشرنا إليه في فضل شهر رمضان: \"من تطوع فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه\" وفي الترمذي عن أنس: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الصدقة أفضل؟ قال: \"صدقة في رمضان\" وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: \"عمرة في رمضان تعدل بحجة\" أو قال: \"حجة معي\"وفي مسند الإمام أحمد أن امرأتين صامتا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكادتا أن تموتا من العطش فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض ثم ذكرتا له فدعاهما فأمرهما أن تتقيآ فقاءتا ملء قدح قيحا ودما وصديدا ولحما عبيطا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: \"إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان في لحوم الناس\" و لهذا المعنى والله أعلم ورد في القرآن بعد ذكر تحريم الطعام والشراب على الصائم بالنهار ذكر تحريم أكل أموال الناس بالباطل فإن تحريم هذا عام في كل زمان ومكان بخلاف الطعام والشراب فكان إشارة إلى أن من امتثل أمر الله في اجتناب الطعام والشراب في نهار صومه فليمتثل أمره في اجتناب أكل الأموال بالباطل فإنه محرم بكل حال لا يباح في وقت من الأوقات.و قوله صلى الله عليه وسلم: \"وللصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه\" .أما فرحة الصائم عند فطره فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات ثم أبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما منعت منه خصوصا عند اشتداد الحاجة إليه فإن النفوس تفرح بذلك طبعا فإن كان ذلك محبوبا لله كان محبوبا شرعا والصائم عند فطره كذلك فكما أن الله تعالى حرم على الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات فقد أذن له فيها في ليل الصيام بل أحب منه المبادرة إلى تناولها في أول الليل وآخره فأحب عباده إليه أعجلهم فطرا والله وملائكته يصلون على المتسحرين فالصائم ترك شهواته لله بالنهار تقربا إلى الله وطاعة له ويبادر إليها في الليل تقربا إلى الله وطاعة له فما تركها إلا بأمر ربه ولا عاد إليها إلا بأمر ربه فهو مطيع له في الحالين ولهذا نهى عن الوصال في الصيام فإذا بادر الصائم إلى الفطر تقربا إلى مولاه وأكل وشرب وحمد الله فإنه يرجى له المغفرة أو بلوغ الرضوان بذلك.وفي الحديث: \"إن الله ليرضى عن عبده أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها\" والحديث عن فضائل الصيام وفضائل شهر القرءان (رمضان ) كثير لا يسعنا ذكره أو حصره في مجرد رسالة بخاطرة نرسلها إليكم نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يتقبل منا الأعمال وأن تكون خالصه له وحده سبحانه دون غيره أنه ولي ذالك والقادر عليه قام بجمعه وكتابه مقدمته أخوكم الفقير أبو عبد الملك العُمري فجر السبتالموافق الرابع والعشرين شعبان 1430 هـــ

الثلاثاء، 28 يوليو 2009

شهر شعبان

امتدح الله تعالى في كتابه شهر رمضان بقوله : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ } .. وبيَّن أنَّ فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر ، فاهتمَّ المسلمون بهذا الشهر العظيم واجتهدوا فيه بالعبادة من صلاة ، وصيام ، وصدقات ، وعمرة إلى بيت الله الحرام وغير ذلك من أعمال البر والصلاح ..ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم انتباه الناس إلى شهر رجب في الجاهلية ، وتعظيمه وتفضيله على بقية أشهر السنة ورأى المسلمين حريصين على تعظيم شهر القرآن أراد أن يبين لهم فضيلة بقية الأشهر والأيام ..عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لم أرك تصوم شهر من الشهور ما تصوم في شعبان ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ).. وسؤال أسامة رضي الله عنه يدل على مدى اهتمام الصحابة الكرام وتمسكهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ..وبالفعل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلاً كما أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها في الحديث المتفق على صحته ..ولا بدَّ من وجود أمر هام وراء هذا التخصيص من الصيام في مثل هذا الشهر وهذا ما نبَّه عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى )فإذاً أعمال العباد ترفع في هذا الشهر من كل عام ، وتعرض الأعمال يوم الااثنين والخميس من كل أسبوع فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن ترفع أعماله إلى ربّ العالمين وهو صائم لأنَّ الصيام من الصبر وهو يقول:{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }فشهر شعبان شهر عظيم عظمَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحري بنا أن نعظمه وأن يكثر من العبادة والاستغفار فيه تماماً كما جاء وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك .في هذا الشهر ليلة عظيمة أيضاً هي ليلة النصف من شعبان عظَّم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها في قوله : ( يطّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلاَّ لمشرك أو مشاحن )..فمن دعا غير الله تعالى فقد أشرك ، ومن سأل غير الله فقد أشرك ، ومن زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأله قضاء الحاجات فقد أشرك ، ومن ذبح لغير الله فقد أشرك، ومن قرأ المولد عند قبر الحسين أو المرغلي أو سيدتهم زينب أو الشعراني أو ابن العربي أو أبو عبيدة أو إلى غير ذلك من الأضرحة فمن فعل ذلك وسألهم الحاجات فقد كفرو وأشرك ، ومن حكَّم غير شرع الله وارتضى ذلك فقد أشرك ..والمشرك لا يطّلع الله عليه ولا يغفر له الذنوب..وكذلك من كانت بينهما شحناء وعداوة لا يغفر الله لهما حتى يصطلحا ..سبحان الله يستصغر الناس مثل هذه الأمور .. يستصغر الناس مثل هذه الأمور .. لذلك ترى اليوم في مجتمعنا ظهور هذه الصفات الذميمة بين أفراده.. وخصوصاً الذي يعمرون المساجد يبغض بعضهم لمجرد أمر حقير لا يستحق أن يذكر وإني لأذكرهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم هذا .. والمطلوب منهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ..وليكن الذين هم على شحناء وعداوه على علم ودراية بخطورة هذا الأمر وأنَّ الشحناء والبغضاء بين أخوة الإيمان سبب في عدم قبول صلاتهم ، وعدم قبول أعمالهم ، وعدم تطلع ربّ العزة والجلال إليهم في ليلة النصف من شعبان ..{ يَومَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ ، إلاَّ مَن أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلَيمٍ }.. قلب لا يحمل حقداً ولا حسداً ولا غشاً على أحد من المسلمين ..عباد الله..قبل أن نأتي على نهاية الكلام أود عرض بعض البدع والأحاديث الواهية عن ليلة النصف من شعبان ..- أولها : بدعة الصلاة الألفية وهذه من محدثات وبدع ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة تصلي جماعة يقرأ فيها الإمام في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات.. وهذه الصلاة لم يأتِ بها خبر وإنما حديثها موضوع مكذوب فلا أصل لهذا فتنبهوا عباد الله من البدع والضلالات .. - من ذلك أيضاً تخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة ونهارها بصيام لحديث : إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها .. هذا حديث لا أصل له .. هذا حديث لا أصل له ..فتنبهوا عباد الله ..- من البدع أيضاً صلاة الست ركعات في ليلة النصف من شعبان بنية دفع البلاء ، وطول العمر ، والاستثناء عن الناس ، وقراءة سورة يس والدعاء ..فذلك من البدع والمحدثات المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم .قال الإمام الغزالي في الأحياء : وهذه الصلاة مشهورة في كتب المتأخرين من السادة الصوفية التي لم أرَ لها ولا لدعائها مستنداً صحيحاً من السنة إلاَّ أنه من عمل المبتدعة .وقد قال أصحابنا أنه يُكره الاجتماع على إحياء ليلة من مثل هذه الليالي في المساجد أوفي غيرها .قال الإمام النووي رحمه الله : صلاة رجب - صلاة الرغائب - وصلاة شعبان بدعتان منكرتان قبيحتان .وعلى هذا يجب عليك عبد الله أن تعبد الله بما شرع لك في كتابه أو جاء مبنياً في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده ..وإياكم عباد الله ومضلات الأمور فإنَّ البدع ضلالات وطامات ولا يستفيد العبد من عملها إلاَّ البعد من الله تبارك وتعالى ..فتفقهوا عباد الله في دينكم ..فيوم الجمعة هو أفضل الأيام ..وشهر رمضان هو أفضل الشهور ..وليلة القدر أفضل الليالي ..والمسجد الحرام أفضل المساجد ..وجبريل أفضل الملائكة ..ومحمدٌ صلى الله عليه وسلم هو سيد الأنبياء والمرسلين بل هو سيد ولد آدم أجمعين ولا فخر وقد أمركم الله بالصلاة عليه فقال عز من قائل : ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيماً )اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وارضى اللهم عن صحابته أجمعين عن الأربعة والعشرة والمبشرين وسائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك ولطفك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين .عباد الله ..{ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بَالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِيْ القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعْلَكُمْ تَذَكَّرُونَ } .فاذكروا الله عباد الله يذكركم واشكروا على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله ما تصنعون..

الاثنين، 13 يوليو 2009

الاسراء والمعراج


بسم الله الرحمن الرحيمإن الحمد لله، نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه من بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً. بلّغ الرسالة وأدّى الامانة ونصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه. صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى كلِّ رسولٍ أرْسَلَه.أما بعدُ، عبادَ اللهِ أوصيكم ونفسيَ بتقوى الله العليّ العظيم. يقولُ اللهُ تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (سورة الاسراء/1).الاسراء والمعراجإخوةَ الإيمان، إن الاسراء والمعراج من معجزاتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. أما الاسراء فثبَتَ بنصِّ القرءانِ والحديثِ الصحيحِ، فيجبُ الايمانُ بأنَّهُ صلى الله عليه وسلم أَسرى الله بهِ ليلاً من مكَّةَ الى المسجدِ الأقصى. وقد جاء في تفسيرِ الآيةِ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً} السَّبْحُ في اللُّغَةِ التَّباعُدُ ومعنى سَبِّح اللهَ تعالى أي بَعِّدْهُ ونزِّهْهُ عمّا لا ينبغي.وقوله {بِعَبْدِهِ} أي بمحمَّد. ونِسبةُ النبيِّ الى ربِّه بوصفِ العبوديّة غايةُ الشَرفِ للرسولِ لأنَّ عِبَادَ اللهِ كثير فَلِمَ خَصَّهُ في هذهِ الآيةِ بالذكّرِ؟ ذلك لتخصيصهِ بالشَّرفِ الأعظم.وقولُهُ تعالى {لَيْلاً} إنَما قال {لَيْلاً} مع أنَّ الإسراء لا يكونُ إلا في الليل لأنه أراد به تأكيد تقليلِ مدةِ الاسراءِ فإنَّهُ أُسريَ بهِ في بعضِ الليلِ من مكةَ الى الشام.وقولُهُ تعالى {مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} إنّما سُمّيَ المسجدَ الحرامَ لحُرمَتِهِ أي لشَرَفِهِ على سائرِ المساجدِ لأنَّه خُصَّ بأحكامٍ ليسَتْ لغيره.والمسجدُ الأقصى إنما سُمِّيَ بذلكَ لبُعْدِ المسافةِ بينَهُ وبينَ المسجدِ الحرامِ.وقولُهُ تعالى {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} قيلَ لأنّه مَقَرُّ الأنبياءِ ومَهبِطُ الملائكةِ، لذلكَ قالَ ابراهيمُ عليهِ السلام {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} أي إلى حيثُ وجَّهنِي ربِّي أي إلى بَرِّ الشامِ لأنهُ عَرَفَ بتعريفِ اللهِ إياه أنَّ الشامَ مَهْبِطُ الرَّحماتِ وأنَّ أكثرَ الوحْيِ يكونُ بالشامِ وأنَّ أكثرَ الأنبياءِ كانُوا بها.قال تعالى {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} أي ما رأى تلكَ الليلةَ من العجائبِ والآياتِ التي تَدُلُّ على قدرةِ الله.الاسراء والمعراجإخوة الإيمان، لقد أجمعَ أهلُ الحقِّ على أنَّ الاسراء كان بالروحِ والجَسَدِ وفي اليقظةِ ومن أنكرهُ فقد كذّبَ القرءان.وقد كانت تلكَ المعجزةُ العظيمةُ في السنةِ الخامِسَةِ قبلَ الهجرةِ فقد جاءَهُ جبريلُ ليلاً إلى مكَّةَ وهو نائمٌ ففتَحَ سَقْفَ بيتِهِ ولم يهبِطْ عليهِم لا ترابٌ ولا حجرٌ ولا شىءٌ وكان النبيُّ حينَها في بيتِ بنتِ عمّه أمّ هانىءٍ بنتِ أبي طالبٍ أختِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ في حيّ اسمه أجياد، كان هو وعَمّه حمزةُ وجعفرُ بنُ أبي طالب نائمين والرسولُ كانَ نائماً بينهما فأيقظَهُ جبريلُ ثم أركبَهُ على البُراقِ خلفَهُ وانطلقَ بهِ والبُراقٌ دابةٌ من دوابِّ الجنّةِ وهو أبيضٌ طويلٌ يضَعُ حافِرَهُ حيثُ يَصِلُ نظرُهُ ولما يأتي على ارتفاعٍ تطولُ رجلاهُ ولما يأتي على انخفاضٍ تقصُرُ رجلاه، وانطلقَ بهِ البُراقُ حتى وصلا عندَ الكعبةِ حيثُ شُقَّ صدرُه من غيرِ أن يُحِسَّ بألم ثم أُعيد كما كان وذلك بعد أن غُسِلَ قَلبه وملىء ايماناً وحكمة وكل هذا إعداداً للأمر العظيم الذي يسقبله ثم انطلقا حتى وصلا إلى أرضِ المدينةِ فقالَ له جبريلُ " انزِل " فنزل فقالَ له "صلِّ ركعتينِ" فَصَلّى ركعتين، ثم انطلَقَ فوصَلَ بهِ الى بَلَدٍ اسمُها مَدْيَن وهي بلدُ نبيِ اللهِ شُعَيب فقال له انزِل فَصَلِّ ركعتينِ ففعَلَ ثم مثل ذلِكَ فَعَلَ في بيتِ لحمٍ حيث وُلِدَ عيسَى ابنُ مريمَ عليهِ السلام.ثم أتى بيتَ المقدِسِ فربَطَ البُراقَ بالحَلَقَةِ التي يَرْبِطُ بها الأنبياءُ ثم دخلَ المسجدَ الأقصى فصلَّى فيهِ ركعتين. وصلّى بالأنبياء إماماً، الله جمَعَهم له هُناك كلّهم تشريفاً له، ولما خرج جاءهُ جبريلُ عليه السلام بإناءٍ من خمرِ الجنةِ لا يُسكِرُ وإناءٍ من لبَنٍ فاختَارَ النبيُ اللبنَ فقال لهُ جبريل "اخترتَ الفِطرةَ " أي تمسَّكْتَ بالدين.ومن عجائبِ ما رأى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الاسراء ما رواه الطبراني والبزّارُ من أنّهُ رأى المجاهدينَ في سبيلِ اللهِ وكيف كان حالهم ورأى تاركي الصلاة وكيف كان حالُهم والذين لا يُؤدونَ الزكاةَ وكيف كانَ حالُهم والزُناةَ وكيف كان حالُهم والذين لا يؤدّون الأمانة وكيف كان حالُهم وخطباءَ الفتنةِ وقد رءاهم تُقَصُّ ألسنتهم بمِقَصَّاتٍ من نارٍ وما أكثرَهم في أيّامنا هذه.ورأى الذين يتكلمونَ بالكلمةِ الفاسدةِ وما أكثرَهم في أيّامنا هذه، ورأى ابليسَ ورأى الدنيا بصورةِ عجوزٍ.ورأى ءاكلي الّربا وكيفَ كان حالُهم ورأى ءاكلي أموالِ اليتامى وكيف كان حالُهم ورأى شاربي الخَمْرِ وكيف كان حالُهم، والذين يمشُونَ بالغيبةِ وكيف كان حالُهم ثم شمَّ رائحةً طيبةً من قبرِ ماشطةَ بنتِ فِرعون وكانت مؤمنةً صالحةً وجاء في قصتها أنها بينما كانت تمشِطُ رأس بنتِ فِرعون سَقَطَ المِشْطُ من يدِها فقال " بسم الله " فسألَتْها بنتُ فرعون " أو لكِ رَبٌّ إلهٌ غيرُ أبي " فقالتِ الماشِطَةُ " ربي وربُّ أبيك هو الله " فقالت "أأُخبرُ أبي بذلِك " قالت " أخبريهِ " فأخبرتُهُ فطلبَ منها الرُّجُوعَ عن دِينها فأبتْ فحمَّى لها ماءً حتّى صارَ شديدَ الحرارةِ مُتَنَاهياً في الحرارةِ فألقى فيهِ أولادَها واحداً بعد واحدٍ ثم لما جاءَ الدورُ إلى طفلٍ كانت تُرضِعُهُ تقاعَسَتْ أي صار فيها كأنها تتراجَعُ ازدادَ خوفُها وانزعاجُها وقلقُها فأنطق اللهُ تعالى الرضيعَ فقال " يا أمّاهُ اصبري فإنَّ عذابَ الآخرةِ أشدُّ من عذابِ الدنيا فلا تتقاعسي فإنّكِ على الحقِّ ". فتجالَدَتْ فرمَى الطِفْلَ فقالتْ لفرعون "لي عندك طلب أن تجمعَ العظامَ وتدفِنَها " فقالَ " لكِ ذلِكَ " ثم ألقاها فيه.ثم نُصِبَ المعراج والمعراج مِرقاة شِبْهُ السُّلَّم درجةٌ من ذهبٍ والأخرى من فضّةٍ وهكذا فَعَرجَ بها النبيُ إلى السماء وأما المعراجُ فقد ثبت بنصِّ الأحاديثِ وأما القُرءانُ فلم ينُصَّ عليه نصَّاً صريحاً لا يحتمل تأويلاً لكنّه وردَ فيه ما يكادُ يكونُ صريحاً وهو قولُهُ تعالى { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} (سورة النجم/14-15-16).ثم صَعِدَ به جبريلُ حتى انتهيَا الى السماءِ الأُولى، وفي السماءِ الأولى رأى ءادَمَ وفي الثانيةِ رأى عيسى ويحيى وفي الثالثةِ رأى يوسُفَ. قال عليه الصلاةُ والسلامُ " وكان يوسُفُ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ " يعني نِصْفَ جَمَالِ البشَرِ الذي وُزِّعَ بينهم وفي السادسةِ رأى موسى وفي السابِعَةِ رأى ابراهيمَ وكانَ أشْبَهَ الأنبياءِ بسيدنا محمد من حيث الخِلْقَةُ ورءاهُ مُسْنِداً ظهرَهُ إلى البيتِ المعمُورِ الذي يدخُلُه كُلَّ يومٍ سبعُونَ ألفَ مَلَكٍ ثم لا يعُودونَ إليهِ.ثم ذُهِبَ برسولِ اللهِ إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى وهي شجرةٌ عظيمةٌ وبها من الحُسْنِ ما لا يستطيعُ أحدٌ من خَلْقِ اللهِ أن يَصِفَهُ وجَدَهَا يغشاها فَراشٌ من ذَهبٍ وأوراقُها كآذانِ الفيلَةِ وثِمارُها كالقِلالِ والقِلالُ جمْعُ قُلَّة وهي الجَرَّةُ وهذه الشجرةُ أصلُها في السماء السادسةِ وتمتدُ إلى السابعةِ ثم سارَ سيدُنا محمد وحدَهُ حتى وصَلَ إلى مكانٍ يسمَعُ فيهِ صريفَ الأقلامِ التي تنسَخُ بها الملائكةُ في صُحًفِهَا من اللوحِ المحفوظِ ثم هُناكَ أزالَ اللهُ عنْهُ الحِجَابَ الذي يَمنعُ من سَماعِ كلامِ اللهِ الذي ليسَ حرفاً ولا صوتاً، أسمَعَهُ كلامَهُ. ثم هناك أيضاً أزَالَ عن قلبِهِ الحجابِ فرأى اللهَ تعالى بقلبِهِ أي جَعَلَ اللهُ له قوَّةَ الرُؤيةِ والنظَرِ بقلبه، فرأى اللهَ بقلبهِ ولم يَرَهُ بعينَيْ رأسِهِ لأنَّ اللهَ لا يُرَى بالعينِ الفانِيَةِ في الدنيا وإنما يُرى بالعينِ الباقيةِ في الآخرةِ كما نصَّ على ذلك الإمامُ مالِكٌ رضي اللهُ عنه.ولو كان يراهُ أحدٌ بالعينِ في الدنيا كان رءاه سيدُنا محمد، لذلك قال عليهِ الصلاةُ والسلامُ: "واعلَمُوا أنَّكُم لن تَرَوا ربَّكُم حتّى تموتوا ".ثم إنّ نبينا لما رجَعَ من ذلِكَ المكانِ كان من جملةِ ما فَهِمَهُ من كلامِ اللهِ الأزليِ أنّهُ فُرِضَ عليه خمسون صلاة ثم رجع فوجد موسى في السماءِ السادسةِ فقال له " ماذا فرضَ اللهُ على أُمَّتِكَ" قال: " خمسين صلاة " قال "ارجع وسل التخفيف" أي ارجع الى حيثُ كُنْتَ وسَلْ ربَّكَ التخفيف فإني جرَّبْتُ بني اسرائيلَ فُرِضَ عليهم صلاتان فلم يقُوموا بهما" فرجعَ فَطَلَبَ التخفيفَ مرةً بعد مرَّةٍ إلى أن صاروا خمسَ صلواتٍ. وهذا فيه دليلٌ على أن الأنبياءَ ينفعُونَ بعدَ موتهم.وليُعلم أنَّ المقصودَ بقولِهِ تعالى {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} جبريلُ عليهِ السلام حيثُ رءاهُ الرسولُ وله سِتُّمائةِ جَنَاحٍ سَادَّاً عُظْمُ خَلْقِهِ ما بينَ الأفُقِ، فإنَّ جبريلَ اقتربَ من سيِّدِنا محمدٍ فكان ما بينهما من المسافَة بمقدارِ ذراعينِ بل أقرَب.ولا يجوزُ تفسيرُ الآيةِ بأنَّ محمداً دَنَا مِنَ اللهِ لأنَّ اللهَ موجودٌ بلا مكان ولا أحَدَ قريبٌ منهُ بالمسافةِ.ثم إنَّ الرسولَ لمّا رَجَعَ أخبرَ قومَهُ بما حَصَلَ مَعَهُ فقالُوا له "من هنا إلى هناكَ مسيرةُ شهرٍ" وكان فيهم من يعرِفُ بيتَ المقدِس فقالوا له "كم باباً ببيتِ المقدِس" كان هو بالليلِ ما تأكّدَ عدَدَ الأبواب تضايقَ ثم كشَفَ اللهُ له فأراهُ فصارَ يعدُّ لهم وهو ينظرُ إلى الأبواب واحداً واحداً فسكتوا، ثم أبو بكر قيلَ لهُ " صاحبُك يدّعي أنّه أُسريَ به " قال " إنّهُ صادقٌ في ذلك.عن خبرِ السماءِ أنا أُصَدِّقُهُ فكيف لا أُصدقُهُ عن خبر الأرض".إخوة الايمان، إنَّ الواحدَ مِنَّا ينبغي لهُ أن يَعْمَلَ لآخرتِهِ وكأنَّهُ سيمُوت غَداً وينبغي لَهُ في كُلِّ أيّامِهِ أن يذكُرَ الموتَ وأنهُ قريبٌ حتى لا يَغفَل فينجَرَّ إلى ما يُرضي اللهَ خصوصاً وأنَّ كثيراً من الناسِ تزدادُ غَفْلَتَهُم في هذهِ الأيامِ فيغرَقُونَ في المعاصي والمُنكَراتِ بَدَلاً من أنْ يعتبِروا ويقُولوا قد مضَى من عُمُرنا كذا وكذا من السنين فماذا أعدَدْنا ليومِ المعادِ ومن أخطأنا معه لنستسمحه، وكأن بعضَهُم لم يسمَعْ بجهنمَ وما أوعَدَ اللهُ بهِ أهلَها.النارُ أي جهنمُ يا عبادَ الله حقٌ فيجبُ الإيمانُ بها وبأنّها مخلوقةٌ الآن وقد أُوقِدَ عليها ألفُ سنةٍ حتى احمرَّتْ وألفُ سنةٍ حتى ابيضتْ وألفُ سنةٍ حتى اسودّت فهي سوداءُ مظلِمة. وقد جعل اللهُ فيها عَقَارِبَ كالبِغَالِ وحيّاتٍ الحيةُ الواحِدةُ كالوادي وجعَلَ طعامُ أهلِها من ضَرِيعٍ وهو شجرٌ كريهُ المنظرِ كريهُ الطعمِ وجَعَلَ شَرابَ أهلِها مِنَ الماءِ الحارِ المتناهي الحرارة الذي تتقطَّعُ منهُ أمعاؤُهُم وجعلَ ما بينَ منكِبَيِ الكافرِ مسيرةَ ثلاثةِ ايامٍ وذلك ليزدادَ الكافِرُ عذاباً. فهل من مُعْتَبِرٍ ؟

السبت، 20 يونيو 2009

طلحة بن عبيد الله

طلحة الخير
يكفيه وصف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له بقوله "من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله" وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وروي عن موسى بن طلحة عن أبيه قال لما كان يوم أحد سماه النبي (صلى الله عليه وسلم) طلحة الخير وفي غزوة ذي العشيرة طلحة الفياض ويوم خيبر طلحة الجود
نسبه ووصفه
هو طلحة بن عبيد الله ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي التيمي المكي أبو محمد.
قال أبو عبد الله بن منده كان رجلا آدم كثير الشعر ليس بالجعد القطط ولا بالسبط حسن الوجه إذا مشى أسرع ولا يغير شعره. وعن موسى بن طلحة قال كان أبي أبيض يضرب إلى الحمرة مربوعا إلى القصر هو أقرب رحب الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم القدمين إذا التفت التفت جميعا. مناقبه وفضائله
كان طلحة رضي الله عنه ممن سبق إلى الإسلام وأوذي في الله ثم هاجر فاتفق أنه غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام وتألم لغيبته فضرب له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسهمه وأجره قال أبو القاسم بن عساكر الحافظ في ترجمته كان مع عمر لما قدم الجابية وجعله على المهاجرين وقال غيره كانت يده شلاء مما وقى بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد.
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله"
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله إهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.
قال ابن أبي خالد عن قيس قال رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد شلاء (أخرجه البخاري)
له عدة أحاديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وله في مسند بقي بن مخلد بالمكرر ثمانية وثلاثون حديثا، له حديثان متفق عليهما وانفرد له البخاري بحديثين ومسلم بثلاثة أحاديث حدث عنه بنوه يحيى وموسى وعيسى والسائب بن يزيد ومالك بن أوس بن الحدثان وأبو عثمان النهدي وقيس بن أبي حازم ومالك بن أبي عامر الأصبحي والأحنف بن قيس التميمي وأبو سلمة بن عبد الرحمن وآخرون
قال الترمذي حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو عبد الرحمن نضر بن منصور حدثنا عقبة بن علقمة اليشكري سمعت عليا يوم الجمل يقول سمعت من في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول طلحة والزبير جاراي في الجنة
وروي عن موسى بن طلحة عن أبيه قال لما كان يوم أحد سماه النبي (صلى الله عليه وسلم) طلحة الخير وفي غزوة ذي العشيرة طلحة الفياض ويوم خيبر طلحة الجود.
قال مجالد عن الشعبي عن قبيصة بن جابر قال صحبت طلحة فما رأيت أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه.
وروي عن موسى بن طلحة أن معاوية سأله كم ترك أبو محمد من العين قال ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم ومن الذهب مائتي ألف دينار فقال معاوية عاش حميدا سخيا شريفا وقتل فقيدا رحمه الله
مواقف لا تنسى
أخرج النسائي عن جابر قال لما كان يوم أحد وولى الناس كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ناحية في اثني عشر رجلا منهم طلحة فأدركهم المشركون فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) من للقوم قال طلحة: أنا قال كما أنت فقال رجل أنا قال أنت فقاتل حتى قتل ثم التفت فإذا المشركون فقال من لهم قال طلحة أنا قال كما أنت فقال رجل من الأنصار أنا قال أنت فقاتل حتى قتل فلم يزل كذلك حتى بقي مع نبي الله طلحة فقال من للقوم قال طلحة أنا فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى قطعت أصابعه فقال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو قلت باسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون ثم رد الله المشركين.
روي عن موسى وعيسى ابني طلحة عن أبيهما أن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا لأعرابي جاء يسأله عمن قضى نحبه من هو وكانوا لا يجترئون على مسألته (صلى الله عليه وسلم) يوقرونه ويهابونه فسأله الأعرابي فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم إني اطلعت من باب المسجد وعلي ثياب خضر فلما رآني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: أين السائل عمن قضى نحبه قال الأعرابي أنا قال: هذا ممن قضى نحبه.
وروي عن سلمة ابن الأكوع قال ابتاع طلحة بئرا بناحية الجبل ونحر جزورا فأطعم الناس فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أنت طلحة الفياض"
عن موسى بن طلحة عن أبيه أنه أتاه مال من حضرموت سبع مائة ألف فبات ليلته يتململ فقالت له زوجته مالك قال تفكرت منذ الليلة فقلت ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته قالت فأين أنت عن بعض أخلائك فإذا أصبحت فادع بجفان وقصاع فقسمه فقال لها رحمك الله إنك موفقة بنت موفق وهي أم كلثوم بنت الصديق فلما أصبح دعا بجفان فقسمها بين المهاجرين والأنصار فبعث إلى علي منها بجفنة فقالت له زوجته أبا محمد أما كان لنا في هذا المال من نصيب قال فأين كنت منذ اليوم فشأنك بما بقي قالت فكانت صرة فيها نحو ألف درهم.
جاء أعرابي إلى طلحة يسأله فتقرب إليه برحم فقال إن هذه لرحم ما سألني بها أحد قبلك إن لي أرضا قد أعطاني بها عثمان ثلاث مائة ألف فاقبضها وإن شئت بعتها من عثمان ودفعت إليك الثمن فقال الثمن فأعطاه.
قال الأصمعي حدثنا ابن عمران قاضي المدينة أن طلحة فدى عشرة من أساري بدر بماله وسئل مرة برحم فقال قد بعت لي حائطا بسبع مائة ألف وأنا فيه بالخيار فإن شئت خذه وإن شئت ثمنه.
وروي عن عائشة وأم إسحاق بنتي طلحة قالتا جرح أبونا يوم أحد أربعا وعشرين جراحة وقع منها في رأسه شجة مربعة وقطع نساه يعني العرق وشلت إصبعه وكان سائر الجراح في جسده وغلبه الغشي (الإغماء) ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكسورة رباعيته مشجوج في وجهه قد علاه الغشي وطلحة محتمله يرجع به القهقرى كلما أدركه أحد من المشركين قاتل دونه حتى أسنده إلى الشعب.
عن مالك بن أبي عامر قال جاء رجل إلى طلحة فقال رأيتك هذا اليماني هو أعلم بحديث رسول الله منكم (يعني أبا هريرة) نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم قال أما أنه قد سمع من رسول الله ما لم نسمع فلا أشك، وسأخبرك إنا كنا أهل بيوت، وكنا إنما نأتي رسول الله غدوة وعشية، وكان مسكينا لا مال له إنما هو على باب رسول الله فلا أشك أنه قد سمع ما لم نسمع وهل تجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما لم يقل.
وروى مجالد عن الشعبي عن جابر أنه سمع عمر يقول لطلحة ما لي أراك شعثت واغبررت مذ توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعله أن ما بك إمارة ابن عمك يعني أبا بكر قال معاذ الله إني سمعته يقول إني لأعلم كلمة لا يقولها رجل يحضره الموت إلا وجد روحه لها روحا حين تخرج من جسده وكانت له نورا يوم القيامة فلم أسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عنها ولم يخبرني بها فذاك الذي دخلني قال عمر فأنا أعلمها قال فلله الحمد فما هي قال الكلمة التي قالها لعمه قال صدقت.
مقتله رضي الله عنه
روي عن علقمة بن وقاص الليثي قال: لما خرج طلحة والزبير وعائشة للطلب بدم عثمان عرجوا عن منصرفهم بذات عرق فاستصغروا عروة بن الزبير وأبا بكر بن عبد الرحمن فردوهما قال ورأيت طلحة وأحب المجالس إليه أخلاها وهو ضارب بلحيته على زوره فقلت يا أبا محمد إني أراك وأحب المجالس إليك أخلاها إن كنت تكره هذا الأمر فدعه فقال يا علقمة لا تلمني كنا أمس يدا واحدة على من سوانا فأصبحنا اليوم جبلين من حديد يزحف أحدنا إلى صاحبه ولكنه كان مني شيء في أمر عثمان مما لا أرى كفارته إلا سفك دمي وطلب دمه. قلت الذي كان منه في حق عثمان تأليب فعله باجتهاد ثم تغير عندما شاهد مصرع عثمان فندم على ترك نصرته رضي الله عنهما، وكان طلحة أول من بايع عليا أرهقه قتلة عثمان وأحضروه حتى بايع، قال البخاري حدثنا موسى بن أعين حدثنا أبو عوانة عن حصين في حديث عمرو بن جاوان قال التقى القوم يوم الجمل فقام كعب بن سور معه المصحف فنشره بين الفريقين وناشدهم الله والإسلام في دمائهم فما زال حتى قتل وكان طلحة أول قتيل وذهب الزبير ليلحق ببنيه فقتل.
وروي عن يحيى القطان عن عوف حدثني أبو رجاء قال رأيت طلحة على دابته وهو يقول أيها الناس أنصتوا فجعلوا يركبونه ولا ينصتون فقال أف فراش النار وذباب طمع.
قال ابن سعد أخبرني من سمع إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال: قال طلحة إنا داهنا في أمر عثمان فلا نجد اليوم أمثل من أن نبذل دماءنا فيه اللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى.
وروي عن وكيع حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في ركبته فما زال ينسح حتى مات.
وروي عن عبد الله بن إدريس عن ليث عن طلحة بن مصرف أن عليا انتهى إلى طلحة وقد مات فنزل عن دابته وأجلسه ومسح الغبار عن وجهه ولحيته وهو يترحم عليه وقال ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.
وروى زيد بن أبي أنيسة عن محمد بن عبد الله من الأنصار عن أبيه أن عليا قال بشروا قاتل طلحة بالنار.
وروي عن عن أبي حبيبة مولى لطلحة قال دخلت على علي مع عمران بن طلحة بعد وقعة الجمل فرحب به وأدناه ثم قال إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك ممن قال فيهم ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين (الحجر:15) فقال رجلان جالسان أحدهما الحارث الأعور الله أعدل من ذلك أن يقبلهم ويكونوا إخواننا في الجنة قال قوما أبعد أرض وأسحقها فمن هو إذا لم أكن أنا وطلحة يا ابن أخي إذا كانت لك حاجة فائتنا.
وروي عن اسحاق بن يحيى عن جدته سعدى بنت عوف قالت قتل طلحة وفي يد خازنه ألف ألف درهم ومائتا ألف درهم وقومت أصوله وعقاره ثلاثين ألف ألف درهم.
وكان قتله في سنة ست وثلاثين في جمادي الآخرة وقيل في رجب وهو ابن ثنتين وستين سنة أو نحوها وقبره بظاهر البصرة.
قال يحيى بن بكير وخليفة بن خياط وأبو نصر الكلاباذي إن الذي قتل طلحة مروان بن الحكم ولطلحة أولاد نجباء أفضلهم محمد السجاد كان شابا خيرا عابدا قانتا لله ولد في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) قتل يوم الجمل أيضا فحزن عليه علي وقال صرعه بره بأبيه.

الأحد، 19 أبريل 2009

صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين

الصورة الأولى :
عن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال ( لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئاً ) رواه البخاري .
• الصورة الثانية :
عن ابن عمر رضي الله عنهما ( أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة . فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان ) رواه البخاري ومسلم . وفي رواية لهما ( وجدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي . فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان ).
• الصورة الثالثة :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخاري .
• الصور الرابعة :
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ) رواه البخاري .
الصورة الخامسة :
عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أمر أمير على جيش أو سرية ، أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا . ثم قال ( اغزوا باسم الله . وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله . اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا . وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ( أو خلال ) . فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى الإسلام . فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين . وأخبرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبوا أن يتحولوا منها ، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين . يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين . ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء . إلا أن يجاهدوا مع المسلمين . فإن هم أبوا فسلهم الجزية . فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك . فإنكم ، أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم ، أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله ، فلا تنزلهم على حكم الله . ولكن أنزلهم على حكمك . فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ) رواه مسلم .
• الصورة السادسة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : عندي خير يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل منه ما شئت . فترك حتى كان الغد ، فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : ما قلت لك ، إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد فقال : ما عندك يا ثمامة فقال : عندي ما قلت لك فقال : ( أطلقوا ثمامة ) . فانطلق إلى نخل قريب من المسجد ، فاغتسل ثم دخل المسجد ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، يا محمد ، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي ، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك أحب دين إلي ، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ، وإن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة قال له قائل : صبوت ، قال : لا ، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا والله ، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه البخاري ومسلم .
• الصورة السابعة :
عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فأتت اليهود فشكوا أن الناس قد أسرعوا إلى حظائرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها ) رواه أبو داود بسند حسن .
• الصورة الثامنة :
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر : ( لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه ) . فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى ، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى ، فقال : ( أين علي ) . فقيل : يشتكي عينيه ، فأمر فدعي له ، فبصق في عينيه ، فبرأ مكانه حتى كأنه لك يكن به شيء ، فقال : نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : ( على رسلك ، حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم ) . رواه البخاري ومسلم .
• الصورة التاسعة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال " إني لم أبعث لعانا . وإنما بعثت رحمة "رواه مسلم .
• الصورة العاشرة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة . فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره . فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي . قلت : يا رسول الله ! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي . فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره . فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! اهد أم أبي هريرة " فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم . فلما جئت فصرت إلى الباب . فإذا هو مجاف . فسمعت أمي خشف قدمي . فقالت : مكانك ! يا أبا هريرة ! وسمعت خضخضة الماء . قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها . ففتحت الباب . ثم قالت : يا أبا هريرة ! أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيته وأنا أبكي من الفرح . قال قلت : يا رسول الله ! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة . فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا . قال قلت : يا رسول الله ! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عبادة المؤمنين ، ويحببهم إلينا . قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين . وحبب إليهم المؤمنين " فما خلق مؤمن يسمع بي ، ولا يراني ، إلا أحبني ) رواه مسلم . الصورة الحادية عشرة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه ، على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، إن دوسا عصت وأبت ، فادع الله عليها ، فقيل : هلكت دوس ، قال : ( اللهم اهد دوسا وأت بهم ) رواه البخاري .
الصورة الثانية عشرة :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنهم قالوا : يا رسول الله ! أحرقتنا نبال ثقيف ، فادع الله عليهم . فقال : اللهم اهد ثقيفا ) رواه الترمذي بسند صحيح .

السبت، 18 أبريل 2009

يوشع بن نون عليه السلام

ورد أنه الفتى الذي صاحب موسى للقاء الخضر. وهو النبي الذي أخرج الله على يديه بني إسرائي من صحراء سيناء، وحاربوا أهل فلسطين وانتصروا عليهم.

سيرته:
لم يخرج أحد من التيه ممن كان مع موسى. سوى اثنين. هما الرجلان اللذان أشارا على ملأ بني إسرائيل بدخول قرية الجبارين. ويقول المفسرون: إن أحدهما يوشع بن نون. وهذا هو فتى موسى في قصته مع الخضر. صار الآن نبيا من أنبياء بني إسرائيل، وقائدا لجيش يتجه نحو الأرض التي أمرهم الله بدخولها.
خرج يوشع بن نون ببني إسرائيل من التيه، بعد أربعين سنة، وقصد بهم الأرض المقدسة.
كانت هذه الأربعين سنة -كما يقول العلماء- كفيلة بأن يموت فيها جميع من خرج مع موسى عليه السلام من مصر، ويبقى جيل جديد تربى على أيادي موسى وهارون ويوشع بن نون، جيل يقيم الصلا ويؤتي الزكاة ويؤمن بالله ورسله. قطع بهم نهر الأردن إلى أريحا، وكانت من أحصن المدائن سورا وأعلاها قصورا وأكثرها أهلا. فحاصرها ستة أشهر.
وروي في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ‏(غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك ‏ ‏بضع ‏ ‏امرأة وهو يريد أن ‏ ‏يبني ‏ ‏بها ولما ‏ ‏يبن ‏ ‏ولا آخر قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها ولا آخر قد اشترى غنما أو ‏ ‏خلفات ‏وهو منتظر ولادها قال فغزا ‏ ‏فأدنى ‏ ‏للقرية ‏ ‏حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس أنت مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه قال فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت أن ‏ ‏تطعمه ‏ ‏فقال فيكم ‏ ‏غلول ‏ ‏فليبايعني من كل قبيلة رجل فبايعوه فلصقت يد رجل بيده فقال فيكم ‏ ‏الغلول ‏ ‏فلتبايعني قبيلتك فبايعته قال فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة فقال فيكم ‏ ‏الغلول ‏ ‏أنتم ‏ ‏غللتم ‏ ‏قال فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب قال فوضعوه في المال وهو ‏ ‏بالصعيد ‏ ‏فأقبلت النار فأكلته فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ذلك بأن الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا).
ويرى العلماء أن هذا النبي هو يوشع بن نون، فقد كان اليهود لا يعملون ولا يحاربون يوم السبت، وعندما خشي أن يذهب النصر إذا توقف اليهود عن القتال، فدعى الله أن يحبس الشمس. واخْتـُلِفَ في حبس الشمس المذكور هنا، فقيل: ردت على أدراجها، وقيل: وقفت ولم ترد، وقيل: أبطئ بحركتها، وكل ذلك من معجزات النبوة.
صدر الأمر الإلهي لبني إسرائيل أن يدخلوا المدينة سجدا.. أي راكعين مطأطئي رءوسهم شاكرين لله عز وجل ما من به عليهم من الفتح. أمروا أن يقولوا حال دخولهم: {حِطَّةٌ}.. بمعنى حط عنا خطايانا التي سلفت، وجنبنا الذي تقدم من آبائنا.
إلا أن بني إسرائيل خالف ما أمرت به قولا وفعلا.. فدخلوا الباب متعالين متكبرين، وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم.. فأصابهم عذاب من الله بما ظلموا. كانت جريمة الآباء هي الذل، وأصبحت جريمة الأبناء الكبرياء والافتراء.
ولم تكن هذه الجريمة هي أول جرائم بني إسرائيل ولا آخر جرائمهم، فقد عذبوا رسلهم كثيرا بعد موسى، وتحولت التوراة بين أيديهم إلى قراطيس يبدون بعضها ويخفون كثيرا. حسبما تقتضي الأحوال وتدفع المصلحة المباشرة، وكان هذا الجحود هو المسئول عما أصاب بني إسرائيل من عقوبات.
عاد بنو إسرائيل إلى ظلمهم لأنفسهم.. اعتقدوا أنهم شعب الله المختار، وتصوروا انطلاقا من هذا الاعتقاد أن من حقهم ارتكاب أي شيء وكل شيء.. وعظمت فيهم الأخطاء وتكاثرت الخطايا وامتدت الجرائم بعد كتابهم إلى أنبيائهم، فقتلوا من قتلوا من الأنبياء.
وسلط الله عليهم بعد رحمة الأنبياء قسوة الملوك الجبارين، يظلمونهم ويسفكون دمائهم، وسلط الله أعدائهم عليهم ومكن لهم من رقابهم وأموالهم.
وكان معهم تابوت الميثاق. وهو تابوت يضم بقية مما ترك موسى وهارون، ويقال إن هذا التابوت كان يضم ما بقي من ألواح التوراة التي أنزلت على موسى ونجت من يد الزمان.
وكان لهذا التابوت بركة تمتد إلى حياتهم وحروبهم، فكان وجود التابوت بينهم في الحرب، يمدهم بالسكينة والثبات، ويدفعهم إلى النصر، فلما ظلموا أنفسهم ورفعت التوراة من قلوبهم لم يعد هناك معنى لبقاء نسختها معهم، وهكذا ضاع منهم تابوت العهد، وضاع في حرب من حروبهم التي هزموا فيها.
وساءت أحوال بني إسرائيل بسبب ذنوبهم وتعنتهم وظلمهم لأنفسهم. ومرت سنوات وسنوات. واشتدت الحاجة إلى ظهور نبي ينتشلهم من الوهدة السحيقة التي أوصلتهم إليها فواجع الآثام وكبائر الخطايا

الاثنين، 13 أبريل 2009

الآية 25 من سورة الحديد

من الآيات الجامعة المانعة في القرآن الكريم، قوله سبحانه: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}.... (الحديد:25).
فقد بينت هذه الآية الكريمة، أن إرسال الرسل جميعاً، وإيتاءهم البينات، وإنزال الكتاب والميزان، إنما كان لأجل مقصد واحد هو: إقامة القسط بين الناس.
فما هي هذه الأمور التي جُعلت سبباً لتحقيق هذا المقصد الأساس في حياة الأمم؟ هذا ما نسعى لتجليته في هذه السطور، وذلك على ضوء العناصر التالية:
البيناتالمراد بـ (البينات) التي أُرسل بها الرسل: المعجزات البينة، والشرائع الظاهرة، والحجج الباهرات، والدلائل القاطعات على أن ما يدعون إليه هو مراد الله.
الكتاب والميزانوالمراد بـ (الكتاب) في الآية، جنس الكتاب، فيدخل فيه كتاب كل رسول. والمراد بـ (الميزان): العدل، والعدل يسمى ميزاناً؛ لأن الميزان آلة الإنصاف والعدل. والمراد هنا: العدل في الأقوال والأفعال. والدين الذي جاءت به الرسل، كله عدل وقسط في الأوامر والنواهي وفي معاملات الخلق.
و(الميزان) تبينه كُتب الرسل، وذكره بخصوصه للاهتمام بأمره؛ لأنه وسيلة انتظام أمور البشر، كقوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ}.. (
النساء:105). قال ابن زيد: (الميزان): ما يعمل الناس ويتعاطون عليه في الدنيا من معايشهم التي يأخذون ويعطون، يأخذون بميزان، ويعطون بميزان، يعرف ما يأخذ وما يعطي.
و(الكتاب) فيه دين الناس الذي يعملون ويتركون. فالكتاب للآخرة، والميزان للدنيا. وتفسير (الميزان) بالعدل، قول ابن عباس رضي الله عنهما، وهو قول أكثر المفسرين.
ومعنى إنزال الميزان: إلهامه للخلق أن يعملوه ويعملوا به، وهو كقوله سبحانه: {وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} (الرحمن:7)، فيكون إنزاله بمعنى: إنزال أسبابه وموجباته، والأمر بإعداده.
القيام بالقسطو(القيام) في الآية: مجاز في صلاح الأحوال واستقامتها؛ لأنه سبب لتيسير العمل.
و(القسط): العدل في جميع الأمور، فهو أعم من (الميزان) المذكور؛ لاختصاصه بالعدل بين متنازعين، وأما (القسط) فهو إجراء أمور الناس على ما يقتضيه الحق، فهو عدل عام.
ويكون المراد بقوله سبحانه: {لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}: أمر الناس بالعدل في معاملاتهم؛ وطريق ذلك، إتباع الرسل فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا به، فإن الذي جاؤوا به هو الحق المبين.
ثم هنا ينبغي التنبيه على أمر يقع تجاوزه، رغم شدة وضوحه، وهو أن (القسط) لا ينحصر في الحكم بين المتخاصمين، وفي إعطاء الناس حقوقهم فحسب، بل هو مطلوب في كل شيء، وفي كل مجال، وعلى المستويات كافة.
فـ(القسط) يكون بين العبد وربه، وبين المسلم وأخيه، وبين المسلم وعدوه، وبين الحاكم والمحكوم، وبين الرئيس والمرؤوس، وبين الغني والفقير، وبين الضعيف والقوي.
قال الآلوسي: "القسط: لفظ جامع مشتمل على جميع ما ينبغي الاتصاف به معاشاً ومعاداً".
وأنزلنا الحديدالمراد بـ(إنزال الحديد): إنشاؤه وخَلْقه، وهو كقوله تعالى: {وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}... (
الزمر:6). والمراد: جعلنا الحديد رادعاً لمن أبى الحق وعانده بعد قيام الحجة عليه.
والمقصود من التعبير بـ(الإنزال)، لفت بصائر السامعين إلى الاعتبار بحكمة الله تعالى من خلق الحديد وإلهامهم صنعه، والتنبيه على أن ما فيه من نفع وبأس إنما أريد به أن يوضع بأسه حيث يستحق، ويوضع نفعه حيث يليق به، كتجهيز الجيوش لحماية الأوطان من أهل العدوان، وللادخار في البيوت لدفع ما يُخشى ضرره على الأرواح والممتلكات؛ لا لِتُجعل منافعه لمن لا يستحقها، مثل قطّاع الطرق، والثوار على أهل العدل.
والمراد بـ(المنافع)، أي: في خلق الحديد تدبير حياة الناس ومعاشهم، وما لا قوام لهم بدونه. والمتأمل في المعادن التي يستعملها الناس في نشاطاتهم كافة، يجد أن الحديد هو العنصر الأهم والأبرز والأكثر حاجة من غيره من المعادن.
وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُأي: ليظهر للناس أثر علم الله بمن ينصره، فأطلق فعل {ليعلم} على معنى ظهور أثر العلم. وقال السعدي : ليقيم تعالى سوق الامتحان بما أنزله من الكتاب والحديد، فيتبين من ينصره، وينصر رسله في حال الغيب.
هذا، ونصرُ الناس الله هو نصرهم دينه، وأما الله فغني عن النصر. ويدخل فيه نصر شرائع الرسول صلى الله عليه وسلم بعده والدفاع عنه. ويدخل فيه أيضاً نصر ولاة أمور المسلمين القائمين بالحق. ويدخل فيه أيضاً نصر المستضعفين من المؤمنين، فكل هذا مشمول بقوله سبحانه: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}، وهو بمعنى قوله سبحانه: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ}... (محمد:7).
ثم لما كانت النصرة قد تكون ظاهرة، كما يقع من منافق، أو ممن مراده المنافع في الدنيا، بيَّن تعالى أن الذي أراده النصرة بالغيب، ومعناه: أن تقع عن إخلاص بالقلب. وقد روي عن
ابن عباس رضي الله عنهما بهذا الصدد، قوله: ينصرونه ولا يبصرونه.
لطائف الآيةاشتملت الآية الكريمة على جملة من اللطائف والفوائد، نذكر منها: أولاً: أن الناس ثلاثة أصناف: صنف سابقون: وهم الذين يعامِلون الخلق بمقتضى الكتاب، فينصفون ولا ينتصفون، ويحترزون عن مواقع الشبهات.
وصنف مقتصدون: وهم الذين ينصفون وينتصفون، فلا بد لهم من الميزان. وصنف ظالمون: وهم الذين ينتصفون ولا ينصفون، ولابد لهم من الحديد والزجر.
وهذا التقسيم متوجِّه بقوله تعالى: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}... (فاطر:32).
ثانياً: أن الإنسان، إما أن يكون في مقام النفس المطمئنة، فهو لا يسكن إلا إلى الله، ولا يعمل إلا بكتاب الله، كما قال: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ}... (
الرعد:28).
وإما أن يكون في مقام النفس اللوامة، فلا بد له من الميزان في معرفة الأخلاق، حتى يحترز عن طرفي الإفراط والتفريط، ويبقى على الصراط المستقيم. وإما أن يكون في مقام النفس الأمَّارة، وهنا لا بد له من حديد المجاهدة.
ثالثاً: ذِكْرُ (الكتاب) في الآية إشارة إلى العمل بأحكام الشرع، المقتضية للعدل والإنصاف، وهو شأن العلماء. وذكر (الميزان) إشارة إلى حمل الناس على تلك الأحكام المبنية على العدل والإنصاف، وهو شأن الملوك. وذكر (الحديد) إشارة إلى أن الناس لو تمردوا لوجب أن يحملوا عليهما بالسيف.
وهذا يدل على أن مرتبة العلماء وهم أرباب الكتاب مقدمة على مرتبة الملوك الذين هم أرباب السيف.
رابعاً: في الآية دليل على أن الرسل متفقون في مقصود الشرع والرسالة، من حيث دعوتهم العباد إلى القيام بالقسط، الذي هو العدل.
خامساً: قرن تعالى في هذه الآية بين الكتاب والحديد؛ لأنه بهذين الأمرين ينصر الله دينه، ويُعلي كلمته، بالكتاب الذي فيه الحجة والبرهان، والسيف الناصر بإذن الله، يقول ابن تيمية : "قوام الدين بكتاب يهدي، وسيف ينصر"، وكلاهما قيامه بالعدل والقسط، الذي يستدل به على حكمة الباري وكماله، وكمال شريعته التي شرعها على ألسنة رسله.
أخيراً لا آخراً، فإن الآية أفادت أن مقصود الشرائع ومطلوبها: إقامة حياة القسط و(مجتمع العدل).

الأحد، 12 أبريل 2009

يمكن التعرف على منهج دعوة النبي عليه السلام من خلال ثلاثة مشاهد أو قبسات مضيئة من دعوته وحياته نجعلها تحت مجهر مكبر
المشهد الأول
كانت دعوته مدمجة في حياته متشعبة في مناشطه. فلم تكن مقتصرة في دروسه وخطبه، ففي الطريق دعوة، وعلى المائدة دعوة، وفي المسجد دعوة وفي السوق دعوة وعلى بساط العافية دعوة، وعلى فراش الموت دعوة.فقد أخذ مرة في السوق بتيْس ميت أجدع أسك وقال من يشتري هذا بدرهم؟ ثم قال: للدنيا أهون على الله من هذا على أحدكم ثم مضى. محاضرة في السوق لم تأخذ بضع دقائق ومناسبة للمقام، ومرّ به شاب بهيّ المنظر فأعجب الصحابة به وبقوته فتمنّوا أن لو استعمل قوته في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن كان خرج يسعى على أبوين شيخين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على صبية صغار فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى لحفظ ماء وجهه فهو في سبيل الله. فانظر كيف وظف إعجاب الصحابة بقوة ذلك الشاب.و سرد على مائدة الطعام حديث الشفاعة الطعام لما رأى ذلك مناسبا. ولم يترك الدعوة حتى في مرض موته، فقال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذّر مما صنعوا، بل كان يذرف آخر أنفاسه وهو يدعو ويقول: الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم.
المشهد الثاني
كانت دعوته مدمجة في مشاعره وعواطفه وهمومه، فلها يفرح ولها يحزن ولها يسرّ ولها يغضب بل إن ربه الذي كلّفه بالدعوة قال (ادع إلى سبيل ربك) عاتبه فقال: ( لعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) ، ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات)، ولما سألته عائشة هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ يوم أحد الذي شجّ فيه وجهه وكسرت رباعيته وقتل عمه، وبقرت بطنه وصرع 70 من أصحابه، إذا به يجيب بنعم، أشد ما لقيت من قومك إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أفق إلا في قرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره فيما شئت فيهم قال فناداني ملك الجبال فسلّم علي ثم قال يا محمد إن الله سمع قول قومك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك لتأمرني بأمرك إن شئت أطبق عليهم الأخشبين فقال رسول الله (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا). فانظر كيف غلبت مشاعر إنقاذ الأمة من النار على مشاعر الثأر والانتقام، وانظر كيف قطع هذه المسافة الطويلة من الطائف إلى السيل إلى قرن الثعالب مهموما لا يشعر لما ردوا دعوته. وضربه قومه مرة حتى أدموه، فكان يمسح الدم عن وجه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، وعندما فقد الغلام اليهودي الذي كان يخدمه وعرف أنه مريض عاده في بيته فوجده في آخر أنفاسه فدعاه إلى الإسلام فلما أسلم خرج وهو فرح يقول: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار. ولما رزق بابن في كبره سماه باسم أبيه إبراهيم ولما بلغ من العمر 18 شهرا دخل عليه وهو يلفظ آخر أنفاس حياته ثم فاضت روحه فسال الدمع من عينيه وهو يقول: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون، ولكن لم يغلب وجدان الأب الكبير الذي فقد أنس البنوة على حرصه على الدعوة ولم يؤخر الدعوة إلى برود الحزن بل قد خرج في الظهيرة لما كسفت الشمس وهو يقول: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته... وهذه القصة كانت سبب إسلام قريبة قبطية كاملة في مصر.
المشهد الثالث
قدرته صلى الله عليه وسلم العجيبة واقتداره البارع في نقل ما تشبّع به من همّ الدعوة إلى روع صحابته حتى تشبعوا بما تشبّع به، حتى انتشروا بعده حاملين همّ هذه الدعوة إلى أقطار الدنيا لينشروها، فلما بال ذلك الأعرابي في المسجد وزجره الصحابة قال (إنما بعثت ميسرًا)، فنسب البعثة إلى الصحابة واستشعر الصحابة هذا الأمر، فهذا ربعي يقول أمام ملك فارس إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. وهذا ضمام بن ثعلبة يأتيه من ديار بني سعد فيدخل ببعيره المسجد ويعقله فيه ويجلس جلسة مع النبي r ويتعلم منه أركان الإسلام الخمسة ويسلم ويرجع إلى قومه داعيا ومحذرا من عبادة اللات والعزى. فلنقف جميعا إمام كل مشهد لنتساءل أنفسنا: أين نحن من هذه المشاهد؟!!!

الأحد، 5 أبريل 2009

الرحمة

دخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجده يقَبِّلُ حفيدهالحسن بن علي -رضي الله عنهما-، فتعجب الرجل، وقال: والله يا رسول الله إن لي عشرة من الأبناء ما قبَّلتُ أحدًا منهم أبدًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يرْحم لا يرْحم) [متفق عليه].*يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجل غفر الله له؛ لأنه سقى كلبًا عطشان، فيقول صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا فيها، فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خُفَّهُ (حذاءه) بالماء، ثم أمسكه بفيه (بفمه)، فسقى الكلب، فشَكَرَ اللهُ له، فَغَفَر له).فقال الصحابة: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرًا؟قال: (في كل ذات كبد رطبة أجر (يقصد أن في سقي كل كائن حي ثوابًا) [البخاري].*ما هي الرحمة؟الرحمة هي الرقة والعطف والمغفرة. والمسلم رحيم القلب، يغيث الملهوف، ويصنع المعروف، ويعاون المحتاجين، ويعطف على الفقراء والمحرومين، ويمسح دموع اليتامى؛ فيحسن إليهم، ويدخل السرور عليهم.ويقول الشاعر:ارحم بُنَي جمـيــع الخـلـق كُلَّـهُـمُوانْظُرْ إليهــم بعين اللُّطْفِ والشَّفَقَةْوَقِّــرْ كبيـرَهم وارحم صغيـرهــمثم ارْعَ في كل خَلْق حقَّ مَنْ خَلَـقَـهْرحمة الله:يقول الله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} [الأنعام: 54]. ويقول الله تعالى: {فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين} [يوسف: 64].ونحن دائمًا نردد في أول أعمالنا: (بسم الله الرحمن الرحيم). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لما خلق الله الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي) [متفق عليه].فرحمة الله -سبحانه- واسعة، ولا يعلم مداها إلا هو، فهو القائل: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون} [الأعراف: 156]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (جعل الله الرحمة مائة جزءٍ، فأمسك تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق؛ حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) [متفق عليه].رحمة النبي صلى الله عليه وسلم:الرحمة والشفقة من أبرز أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصفه الله في القرآن الكريم بذلك، فقال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} [التوبة: 128]. وقال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم: {وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين} [الأنبياء: 107].وقال تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك} [آل عمران: 159].*وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم، فتقول: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادمًا له قط ولا امرأة) [أحمد].وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقَبِّلُ ابنه إبراهيم عند وفاته وعيناه تذرفان بالدموع؛ فيتعجب عبدالرحمن بن عوف ويقول: وأنت يا رسول الله؟!فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يابن عوف، إنها رحمة، إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) [البخاري].وكان صلى الله عليه وسلم يدخل في الصلاة، وهو ينوي إطالتها، فإذا سمع طفلاً يبكي سرعان ما يخففها إشفاقًا ورحمة على الطفل وأمه. قال صلى الله عليه وسلم: (إني لأدخل في الصلاة، فأريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي؛ فأتجوَّز لما أعلم من شدة وَجْدِ (حزن) أمه من بكائه) [متفق عليه].رحمة البشر:قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ارحم من في الأرض، يرحَمْك من في السماء) [الطبراني والحاكم]، وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [مسلم].والمسلم رحيم في كل أموره؛ يعاون أخاه فيما عجز عنه؛ فيأخذ بيد الأعمى في الطرقات ليجنِّبه الخطر، ويرحم الخادم؛ بأن يحسن إليه، ويعامله معاملة كريمة، ويرحم والديه، بطاعتهما وبرهما والإحسان إليهما والتخفيف عنهما.والمسلم يرحم نفسه، بأن يحميها مما يضرها في الدنيا والآخرة؛ فيبتعد عن المعاصي، ويتقرب إلى الله بالطاعات، ولا يقسو على نفسه بتحميلها ما لا تطيق، ويجتنب كل ما يضر الجسم من أمراض، فلا يؤذي جسده بالتدخين أو المخدرات... إلى غير ذلك. والمسلم يرحم الحيوان، فرحمة المسلم تشمل جميع المخلوقات بما في ذلك الحيوانات.الغلظة والقسوة:حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلظة والقسوة، وعدَّ الذي لا يرحم الآخرين شقيا، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تُنْزَعُ الرحمةُ إلا من شَقِي)[أبو داود والترمذي] وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يرحم اللهُ من لا يرحم الناس) [متفق عليه].وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة دخلت النار من أجل قسوتها وغلظتها مع قطة، فيقول صلى الله عليه وسلم: (دخلت امرأة النار في هرة (قطة) ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعْها تأكل من خشاش الأرض (دوابها كالفئران والحشرات)) [متفق عليه]. فهذه المرأة قد انْتُزِعَت الرحمة من قلبها، فصارت شقية بتعذيبها للقطة المسكينة التي لا حول لها ولا قوة.أما المسلم فهو أبعد ما يكون عن القسوة، وليس من أخلاقه أن يرى الجوعى ولا يطعمهم مع قدرته، أو يرى الملهوف ولا يغيثه وهو قادر، أو يرى اليتيم ولا يعطف عليه، ولا يدخل السرور على نفسه؛ لأنه يعلم أن من يتصف بذلك شقي ومحروم.

الاثنين، 30 مارس 2009

  • وصايا الرسول للصحابة
  • عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه قال :( يا رسول الله ، مُرْني بِكلماتٍ أقولهُنَّ إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ )000قال :( قُلْ اللهمَّ فاطر السموات والأرضِ عالم الغيبِ والشهادة ، ربَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَه ، أشهد أن لا إله إلا أنتَ ، أعوذُ بك منْ شـرِّ نفسي وشـر الشيطانِ وشركهِ )000قال :( قُلها إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ وإذا أخذتَ مَضْجعك )000رواه أبو داود والترمذي ، حديث حسن صحيح
  • **********************************
  • وعن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه قال لرسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- :( علّمني دُعاءً أدعو به في صلاتي )000قال :( قُلْ اللهمّ إنّي ظَلَمتُ نفسي ظُلْماً كثيراً ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرةً من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرّحيم )000متفق عليه
  • **********************************
  • وعن علي -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له ولفاطمة -رضي الله عنهما- :( إذا أوَيْتُما إلى فراشكما ، أوْ أخذتما مَضاجعكما فكَبّرا ثلاثاً وثلاثين ، وسبّحا ثلاثاً وثلاثين ، واحْمَدا ثلاثاً وثلاثين )000متفق عليه **********************************
  • وعن علي -رضي الله عنه- قال : قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( قُلْ : اللهمّ اهْدِني و سَدِّدْني )000رواه مسلم **********************************
  • عن أبي ذر-رضي الله عنه- قال : قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( ألا أخبرك بأحبِّ الكلام إلى الله ؟000إنَّ أحبّ الكلام إلى الله : سُبحان الله وبِحَمدِه )000رواه مسلم
  • **********************************
  • عن معاذ -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخَذَ بيده وقال :( يا مُعاذ والله إنّي لأحِبُّك )000فقال :( أوصيك يا معاذ لا تَدَعنَّ في دُبُر كلّ صلاة تقول : اللهمّ أعِنّي على ذِكرِك وشُكرك ، وحُسن عبادتك )000رواه أبو داود بإسنادٍ صحيحٍ **********************************
  • وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج مِنْ عندها بُكرةً حين صلّى الصّبـح وهِيَ في مسجدها ، ثم رَجَع بَعْـد أن أضحى وهي جالسـة فقال :( ما زِلْـتِ على الحـال التي فارَقْتُـكِ عليهـا ؟)000قالت :( نعم )000فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- :( لقد قُلتُ بَعْدك أرْبع كلمات ثلاث مرّات ، لو وُزِنَت بما قلتِ مُنذُ اليوم لوَزَنَتَهُنّ : سبحان الله وبحمده عَدَدَ خَلْقهِ ، ورِضاءَ نَفْسهِ ، وزِنَةَ عرشه ، ومِداد كلماته )000رواه مسلم
  • **********************************
  • عن أبي موسـى -رضي اللـه عنه- قال : قال لي رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم- :( ألا أدُلّك على كَنْـزٍ من كنوز الجنّة ؟)000فقلتُ :( بلى يا رسول الله )000قال :( لا حول ولا قوة إلا بالله )000متفق عليه
  • **********************************
  • عن عبد اللـه بن خُبَيْب -رضي اللـه عنه- قال : قال لي رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- :( اقْرأ : قُل هو اللـه أحدٌ ، والمعوِّذَتَيْن حين تُمسي وحين تُصبح ، ثلاث مراتِ تَكفيكَ مِنْ كلِّ شيءٍ )000رواه أبو داود والترمذي ، حديث حسن صحيح **********************************
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ فُقراء المهاجرين أتَوْا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا :( ذَهب أهْلُ الدُّثُور بالدرجات العُلى والنّعيم المقيم : يُصلون كما نُصَلي ، ويصومون كما نصوم ، ولهم فضل من أموال ، يحجون ويَعتَمرون ، ويجاهدون ويتصدقون )000فقال :( ألا أعلّمُكم شَيْئاً تُدْركون به مَنْ سَبَقكم ، وتسبقون بِهِ منْ بَعدكم ، ولا يكون أحَدٌ أفْضَلَ منكم إلا من صَنَع مِثل ما صَنَعْتُم ؟)000 قالوا :( بَلَى يا رسول الله )000قال :( تُسبِّحون ، وتَحْمدون وتُكبّرون خلفَ كل صلاة ثلاثاً و ثلاثين )000مُتفق عليه **********************************
  • وعن شكَلِ بن حُمَيْد -رضي اللـه عنه- قال : قُلت :( يا رسـول اللـه ، علّمني دُعاء )000قال :( قُل : اللهُمّ إنّي أعوذُ بك من شرّ سمعي ، ومن شرّ بصري ، ومن شرّ لساني ، ومن شرّ قلبي ، ومن شرّ منِيِّى )000رواه أبو داود والترمذي ، حديث حسن صحيح **********************************
  • وعن أبي الفضلِ العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- قال : قُلت :( يا رسول الله ، علّمني شيئاً أسأله الله تعالى )000قال :( سلوا الله العافية )000فمَكثْتُ أياماً ثم جئتُ فقلت :( يا رسول الله ، علّمني شيئاً أسأله الله تعالى )000قال لي :( يا عَبّاس يا عم رسول الله ، سلُوا الله العافية في الدنيا والآخرة )000رواه الترمذي ، حديث حسن صحيح
  • **********************************
  • وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال : دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدُعاءٍ كثير ، لم نحفظ منه شيئاً قُلنا :( يا رسـول اللـه دعوت بدعاءٍ كثيرٍ لم نحفظ منه شيئاً )000فقال :( ألا أدُلّكُم على ما يَجْمَع ذلك كُلّه ؟000تقول : اللهمّ إنّي أسألكَ من خيرِ ما سألكَ مِنْه نبيّكَ مُحمّدٌ -صلى الله عليه وسلم- وأعوذُ بكَ من شرِّ ما اسْتَعاذ منْه نبيكَ مُحمدٌ -صلى الله عليه وسلم- ، وأنت المُسْتعان ، وعليك البلاغ ، ولا حول ولا قوة إلا بالله )000رواه الترمذي ، حديثٌ حسن

الأحد، 29 مارس 2009

س و ج


س1 / ماهو القرآن الكريم ؟
ج1 / هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله
عليه وسلم المتعبد بتلاوته ، المنقول إلينا
بالتواتر ، المبدوء بسورة الفاتحة المختوم
بسورة الناس
س2 / كم عدد سور القرآن الكريم ؟
ج2 / 114 سورة
س3 / ماأطول سورة في القرآن الكريم ؟
ج3 / سورة البقرة
س4 / ماأقصر سورة في القرآن الكريم ؟
ج4 / سورة الكوثر
س5 / ماأطول آية في القرآن الكريم ؟
ج5 /آية الدين ، وهي الآية 282 من سورة البقرة.
س6 / كم عدد أسماء سورة الفاتحة ؟
ج6 / أسماء سورة الفاتحة أكثر من عشرين أسماً
، لم يرد في السنة من ذلك سوى أربعة : فاتحة
الكتاب ، أم القرآن ، السبع المثاني ، أم الكتاب
س7 / هل البسملة آية من آيات سورة الفاتحة ؟
ج7 / قيل : إنها الآية السابعة ، وإلى ذلك ذهب
الشافعي ، فأوجب قراءتها في الصلاة ، والقول
الراجح أن البسملة ليست آية
س8 / كم عدد آيات القرآن الكريم ؟
ج8 / 6236 آية .....
س9 / ماالفرق بين السور المكية والسور المدنية ؟
ج9 / السور المكية هي التي نزلت قبل الهجرة
إلى المدينة ، وأغلبها يدور على بيان العقيده
وتقريرها والاحتجاج لها ، وضرب الأمثال لبيانها
وتثبيتها أما السور المدنية فهي التي نزلت
بعد الهجرة ، ويكثر فيها ذكر التشريع ، وبيان
الأحكام من حلال وحرام
س10 / ما أعظم سورة في القرآن ؟
ج10 / سورة الفاتحة
س11 / ما عدد آيات سورة آل عمران ؟
ج11 / 200 آيه
س12 / هل كلمة آمين من الفاتحة ؟
ج12 / كلمة {آمين} ليست من الفاتحة . ويستحب
أن يقولها الإمام إذا قرأ الفاتحة ، يمد بها
صوته ويقولها المأموم والمنفرد كذلك ، لقول
الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا أمن الإمام
فأمنوا ) أي قولوا : آمين ، وهي بمعنى اللهم
استجب دعاءنا ، ويستحب الجهر بها ، لحديث
ابن ماجه ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
قال ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) قال
{آمين} حتى يسمعها أهل الصف الأول فيرتج بها المسجد )
س13 / كم عدد آيات سورة البقرة ؟
ج13 / 286 آيه
س14 / اذكر شيئاً عن فضل سورة البقرة ؟
ج14 / ورد وصح في فضل سورة البقرة قوله صلى
الله عليه وسلم ( اقرؤوا سورة البقرة ، فإن
أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا يستطيعها
البطلة ) أي السحرة ، وروى الترمذي وصححه
أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثاً وهم
ذوو عدد ، وقدم عليهم أحدثهم سناً لحفظه سورة
البقرة ، قال ( أذهب فأنت أميرهم ) وروي أيضا
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تجعلوا
بيوتكم مقابر ، إن الشيطان يفر من البيت الذي
تقرأ فيه سورة البقرة )
س15 / كم عدد السور المفتتحة بالحروف المقطعة ؟
ج15 / تسع وعشرون سوره أولها البقرة وآخرها
القلم ، ومنها الأحادية مثل : ص ، ق ، ن ، ومنها
الثنائية مثل : طه ، يس ، حم ومنها الثلاثية
والرباعية والخماسية . ولم يثبت في تفسيرها
عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء . وكونها
من المتشابه الذي استأثر الله تعالى بعلمه
أقرب إلى الصواب ، لذا يقال فيها : الله أعلم
بمراده بذلك
س16 / ماالسور القرآنية التي بدأت بالحمد لله ؟
ج16 / الفاتحة ، الانعام ، الكهف ، سبأ ، فاطر
س17 / في كم سنة تم نزول القرآن الكريم على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ج17 / في ثلاث وعشرين سنة
س18 / ماالأشهر الحرم ؟
ج18 / ذو القعدة ، ذو الحجة ، محرم ، رجب
س19 / ماالليالي العشر ؟
ج19 / هي العشر الأولى من ذي الحجة
س20 / من { المغضوب عليهم } ؟
ج20 / اليهود.
س21 / من { الضالون } ؟
ج21 / النصارى وكل من شاكلهم
س22 / ما { الحطمة } ؟
ج22 / النار
س23 / ما أشهر العلوم الخاصة بالقرآن الكريم ؟
ج23 / التجويد ، القراءات ، التفسير ، علوم القرآن
س24 / كم عدد أجزاء القرآن الكريم ؟
ج24 / ثلاثون جزءاً
س25 / ماأسماء يوم القيامة التي وردت في القرآن
الكريم ؟
ج25 / القيامة ، القارعة ، الحاقة ، الساعة
، اليوم الآخر ، البعث ، يوم التغابن ، النبأ
العظيم ، الواقعة ، يوم الفصل ، يوم الجمع
، الطامة الكبرى ، الصاخة ، الراجفة
س26 / في أي سورة ورد ذكر غزوة تبوك ؟
ج26 / في سورة التوبة
س27 / ماالسورة التي ختمت باسم نبيين ؟
ج27 / سورة الأعلى
س28 / من الذي رتب سور القرآن كما هي الآن في
المصحف ؟
ج28 / رسول الله صلى الله عليه وسلم
س29 / لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم ؟
ج29 / لورود قصة البقرة فيها
س30 / ماالحشرة والطائر اللذان تكلما كما جاء
في القرآن الكريم ؟

ج30 / النملة والهدهد
س31 / ماالسورة التي ورد لفظ الجلالة { الله
} في كل آية من آياتها؟

ج31 / سورة المجادلة
س32 / كم عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم ؟
ج32 / عشر قراءات
س33 / على كم حرف نزل القرآن الكريم ؟
ج33 / على سبعة أحرف
س34 / ما أعظم آية في القرآن الكريم ؟
ج34 / آية الكرسي في سورة البقرة
س35 / سورتان في القرآن الكريم بدأت الأولى
بكلمة أنتهت بها الثانية ، ماهما ؟

ج35 / سورتا القدر والفجر
س36 / سورة في القرآن ذكرت فيها البسملة مرتين ، ماهي ؟
ج36 / سورة النمل ...
س37 / ماالسورة التي بها سجدتان ؟
ج37 / سورة الحج
س38 / ماالسورة التي نزلت في يهود بني النضير ؟
ج38 / سورة الحشر
س39 / في أي سورة من القرآن الكريم ورد ذكر
الشعراء وصفاتهم ؟
ج39 / في سورة الشعراء
س40 / ماسبب نزول سورة الإخلاص ؟
ج40 / أن المشركين قالو للرسول صلى الله عليه
وسلم : أنسب لنا ربك وصفه لنا ، فنزلت السورة
س41 / مامعنى قوله تعالى { ويستحي نسائهم } القصص 4 ؟
ج41 / أي يستبقي نساءهم للخدمة ولا يقتلهن
س42 / ماسورة بني إسرائيل ؟
ج42 / سورة الإسراء
س43 / كم سجدة في القرآن الكريم ؟
ج43 / خمس عشرة سجدة
س44 / عرف القرآن شرعاً ؟
ج44 / هو كلام الله سبحانه غير مخلوق ، منزل
على محمد صلى الله عليه وسلم باللغة العربية
المعجزة المؤيدة له ، متحدى به العرب ، متعبد
بتلاوته ، منقول إلينا بالتواتر .
س45 / اذكر أنواع هجر القرآن الكريم ؟
ج45 / ذكر الإمام ابن القيم - رحمه الله - في
كتاب (الفوائد) خمسة أنواع من هجر القرآن
الكريم ، نسأل الله - سبحانه وتعالى - إبعادنا
عنها وهي :
1- هجر سماعه والإيمان به والاصغاء إليه .
2- هجر العمل به ، والوقوف عند حلاله وحرامه
وإن قرأه وآمن به .
3- هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين
وفروعه ، واعتقاد أنه لا يفيد اليقين ، وأن
أدلته لفظيه لا تحصل العلم
4- هجر تدبره ، وتفهمه ، ومعرفة ما أراد المتكلم
به منه ...
5- هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض
القلوب وأدوائها ، فيطلب شفاء دائه من غيره
، ويهجر التداوي به ، وكل هذا داخل قوله {
وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن
مهجورا } الفرقان 30
وإن كان بعض الهجر أهون من بعض
س46 / اذكر أسماء أخرى لسورة التوبة ؟
ج46 / البراءة ، الكاشفة
س47 / اذكر آية في كتاب الله تعالى ورد فيها
ذكر ( اللبن ) ؟

ج47 / قوله تعالى { مثل الجنة التي وعد المتقون
فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن
لم يتغير طعمه } محمد 15
س48 / من الذي أمر بجمع القرآن الكريم بعد وفاة
النبي صلى الله عليه وسلم ؟

ج48 / أبو بكر الصديق رضي الله عنه
س49 / ورد في القرآن الكريم ذكر اللحية ، فاذكر
اسم السورة والآية التي ورد فيها ذلك ؟
ج49 / قال تعالى { قال يا بنؤم لا تأخذ بلحيتي
ولا برأسي } طه 94
س50 / ما الآية التي تعد سيدة الآيات في القرآن
الكريم ؟
ج50 / آية الكرسي
س51/ ( الأول ) من أسماء الله الحسنى . كم مرة
ورد ذكر هذا الاسم في القرآن الكريم ؟

ج51/ ورد ذكر هذا الاسم مرة واحدة وذلك في سورة
الحديد حيث قال تعالى :
{هو الأول والأخر والظهر والباطن وهو بكل
شىء عليم}
س52/ سورتان من القرآن الكريم تسميان( الزهراوين) ؟
ج52/ البقرة وآل عمران
س53/ ما معنى دلوك الشمس ؟
ج53/ وقت الزوال عند الظهر.
س54/ ما المقصود بقرآن الفجر ؟
ج54/ صلاة الفجر

السبت، 28 مارس 2009

الرحمة


نصرة النبى محمد (ص)

كيف ننصر نبينا محمدٍ ( صلى الله عليه وسلم )

الحمد لله القائل في كتابه الكريم عن نبيه العظيم :  وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ  ( سورة الأنبياء : 107 ) . والصلاة والسلام التامان الأكملان على من جمع الله له العظمة من أطرافها ، ثم مدحه بما منحه فقال جل من قائلٍ في وصفه  :  وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ  ( سورة القلم : 4 ) . وعلى آله الأطهار ، وصحابته الأخيار ، ما تعاقب الليل والنهار ، وبعد : فحديثنا في هذه العُجالة سيكون عن سيد ولد آدم ، عن النبي الرسول الذي بعثه الله بالشريعة الغراء ، والملة السمحاء ، والعقيدة الصافية ، والتربية السامية ، فكان - بإذن الله تعالى - رحمة للعالمين ، ومُعلمًا للثقلين ، وإمامًا للصالحين ، وقدوةً للمُفلحين ، إنه محمدٌ بن عبد الله  ، وكفى بهذا الاسم شموخًا وعزةً ورفعة . فما أحسن الاسم والمُسمى ، وما أجمل القول والعمل ، وما أبرك السيرة والذكر . وما أصدق قول القائل في وصفه صلى الله عليه وسلم : وأحسنُ منك لم تر قطُ عيني وأفضل منك لـم تلـد النســاءُخُلقتَ مُبرأً من كل عيبٍ كأنك قد خلِقتَ كما تشاء = أيها المُستمع الكريم : ونحن نتحدث عن حبيب الحق وسيد الخلق - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، فإنما نتحدث عن شخصيةٍ جمعت جميع جوانب العظمة التي عرفتها البشرية عبر العصور ، وفي هذا الشأن يحضُرني قول الشيخ / علي الطنطاوي ( رحمه الله تعالى ) في إحدى كتاباته الرائعة عن عظمة شخصية النبي محمدٍ  : " والعظمة إما أن تكون بالطباع والأخلاق والمزايا والصفات الشخصية ، وإما أن تكون بالأعمال الجليلة التي عملها العظيم ، وإما أن تكون بالآثار التي أبقاها في تاريخ أُمته وفي تاريخ العالم . ولكل عظيمٍ جانبٌ من هذه المقاييس تُقاس بها عظمته ، أما عظمة محمدٍ  ، فتُقاس بها جميعًا ، لأنه جمع أسباب العظمة ؛ فكان عظيم المزايا ، عظيم الأعمال ، عظيم الآثار " . صلى عليك الله يا علم الهُدى واستبشرت بقدومك الأيامُهتفت لـك الأرواح من أشواقــها وازّيّنت بحديثـك الأقــلاموعلى الرغم من تلك المنزلة العظيمة والمكانة العالية التي يتبوأها الحبيب المصطفى  في النفوس على مرِّ العصور ؛ إلا أننا نعجب كل العجب ونحن نرى ونسمع ما تتعرض له شخصيته الشريفة وسيرته العطرة المباركة مؤخرًا من حملات السخرية والاستهزاء المقيتة التي يقوم بها بعض أعداء الإسلام في أماكن مختلفةٍ من العالم ، وبخاصةٍ في بعض بلاد الغرب التي كثُرت وتعددت ألوان الإساءات التي تتبناها بعض المؤسسات في تلك المجتمعات ، والتي تتحدى من خلالها مشاعر المسلمين في كل مكان ، ولا تتوانى عن إلحاق مختلف أنواع الأذى المتعمد لشخصية النبي الكريم ، وسيرته ، ودعوته ، وتربيته العظيمة التي لم تعرف البشرية أجمل ولا أكمل ولا أنبل ولا أفضل منها على مر التاريخ . وعلى الرغم من ردود الفعل الغاضبة لأبناء أُمة الإسلام في كل بُلدان العالم من أجل نصرة النبي محمدٍ  ، ورفضهم لما يحصل من الإساءة المعلنة لشخصيته الشريفة بأي شكلٍ من الأشكال ؛ إلا أن ما نحرص على إيضاحه عبر هذا المنبر التوعوي ، والتأكيد عليه في خطابنا الإعلامي يتمثل في أن المعنى الحقيقي لنُصرة النبي  لا يمكن أن يكون محصورًا في تلك المُظاهرات والمسيرات والاحتجاجات ونحوها مما ثبت وتأكد لكل ذي لُبٍ أنها وإن كانت مقبولةً عند بعض المجتمعات ، فإنها في حقيقتها لا تتجاوز ما يُعرف بردة الفعل الوقتية التي سُرعان ما تزول دون أن تترُك أثرًا يُذكر ، ودون أن تُحقق نتائج مُرضية في عالم الواقع .وهنا لا بُد أن نُدرك - تمام الإدراك - أن ما حصل من محنةٍ أزعجت وآلمت أبناء الإسلام في كل مكان يمكن أن يكون منحةً عظيمة وفرصةٌ سانحةً لخدمة الدين عندما نُحسن اغتنامها واستثمارها في بيان حقيقة ديننا الإسلامي الحنيف ، وعندما نحرص من خلالها على توظيف كل ما حصل توظيفًا صحيحًا لبيان كمال الدين الإسلامي ، وسمو تربيته ، وعدالة تعاليمه ، وروعة تسامحه ، وصلاحيته المطلقة لكل زمانٍ ومكان . = فيا أيها الإخوة الكرام من المستمعين والمُستمعات في كل مكان ، ويا من تُحبون أن يكون لكم نصيبٌ من نُصرة النبي محمدٍ r : اعلموا ( بارك الله فيكم ) أن أعداء الدين ما تجرأوا على النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، إلا عندما علموا بضعف أتباعه - ونحن منهم - وتقصيرهم ، وعدم تمسكهم بتعاليم دينهم الخالد الذي كفل لهم الله تعالى متى ما تمسّكوا به ، وحافظوا عليه ، تحقيق العزة لهم في الدين والدنيا والآخرة . = ويا أيها الإخوة الأفاضل من المسلمين والمُسلمات في كل مكان ، إن علينا أن نعلم بأن نصرة النبي r الصحيحة الواعية لا يمكن أن تكون إلا بالإتباع الصادق لسنته ، وامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ؛ فإن كنا صادقين في محبته ونصرته ، فعلينا أن نبدأ بأنفسنا ، وأن نحرص على التزم سنته الشريفة في كل شأنٍ من شؤون الحياة ، وفي كل جزئيةٍ من جزئياتها قولاً وعملاً ونية . ولسان حال كلٍ منا يُردد مع الشاعر قوله : لألزمن لـــــزوم الظل سُنته عقدتُ عهدي على هذا و ميثاقي= ولنعلم أن حبيبنا محمدٍ r ، لا يُرضيه أبدًا أن نُخالف هديه وسنته ؛ وهذا يعني أن علينا أن نُقاطع كل معصيةٍ في حياتنا مهما صغُر شأنُها ، وأن نتوب إلى الله تعالى منها ، وان تكون صفات وسلوكيات وسمات شخصية نبينا محمدٍ  ، هي القدوة الحسنة التي نقتدي بها ونلتزمُها ، وأن نحرص على تقليدها ومحبتها والتأثُر بها حتى نكون بذلك قد أطعنا ربنا الذي أعلنها واضحةً صريحةً مدويةً في سمع الزمان بقوله جل من قائل :  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً  ( الأحزاب : 21 ) .= وعلينا أن نُقبِل على ما أمرنا به الحبيب r ، من القيام بالفرائض والواجبات كأداء الصلوات ، والمحافظة على الطاعات ، والأمانة ، وطلب العلم ، والحرص على حُسن الخُلق ، وبرِّ الوالدين ، وصلة الرحم ، والبُعد عن المحرمات والمعاصي ، وأكل أموال الناس بالباطل ، والحرص على عمارة الأرض بالحق ، والإحسان في القول والعمل والنية حتى نكون - بإذن الله تعالى - من أتباعه الصادقين في محبته ، الذين هم أسعد الناس بشفاعته r يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم .= وعلينا بالشوق إلى لقائه في مُستقر رحمة الله تعالى حتى نكون ممن اشتاق إلى رؤيتهم r ، فقد جاء في الحديث أنه قال :" وددت أنّا قد رأينا إخواننا ، قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد " ( رواه مسلم ) . وختامًا : نسأل الله تعالى بمنه وتوفيقه وكرمه أن يوفقنا جميعًا لصالح القول ، وجميل العمل ، وأن يرزقنا الصلاح والفلاح والنجاح ، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين .

بقلم الدكتور / صالح بن علي أبو عرّادأستاذ التربية الإسلامية المُشارك في كلية المعلمين بجامعة الملك خالد في أبها والمشرف العام على موقع ( تربيتنا )E.mail:abo_arrad@hotmail.com

الأربعاء، 25 مارس 2009

قصة حياة فاطمة الزهراء

قصة حياة فاطمة الزهراء فصل مشرق من سيرة الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم … وصورة رائعة من صور حياة بيت النبوة الكريم … ومثل رائع لما كان عليه الصحابة الكرام .
ولدت فاطمة الزهراء رضوان الله عليها سنة بناء الكعبة قبل البعثة المحمدية بخمس سنين .
أما أمها فسيدة رزان جمعت العقل الحصيف إلى النسب الشريف وضمت إلى ذلك الخلائق الفاضلة ، والثروة الطائلة ؛ فكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة ، وتنعت بسيدة نساء قريش … آمنت بالرسول صلى الله عليه وسلم إذ كفر به الناس ، وصدقته إذ كذبه الناس ، وواسته بمالها إذ حرمه الناس . وقد حبا الله هذه السيدة الوقور صباحة الوجه مع ما حباها به من الخلق الجميل ، والحسب الأثيل ، والمال الجزيل … هذه هي أم فاطمة الزهراء …
أما أبوها فسيد المرسلين ، وخاتم النبيين ، وإمام المتقين … فأعظم بهذا النسب الكريم نسباً …وهذا الأب العظيم أباً . كانت فاطمة الزهراء آخر أولاد أبويها ، وآخر الأولاد يتقلب في أعطاف الحنان والحدب … ويدرج في أكناف الحفاوة والحب … لذا كانت فاطمة ريحانة رسول الله صلوات الله عليه … يرضى إذا رضيت ويسخط إذا سخطت . ولكن حنان الأبوين لم يحل دون تعهد المحبوبة الأثيرة بالتربية وإعدادها لتحمل المسئوليات …
فقد روي أنها كانت تقوم وحدها بصنيع بيتها لا يعينها في أكثر أيامها أحد ، وأنها كانت تضمد جراح أبيها صلوات الله عليه في غزوة أحد .
ولما بلغت الزهراء مبلغ النساء طمحت إليها الأنظار ؛ فكان في جملة من خطبها أبو بكر وعمر فردهما الرسول صلوات الله عليه رداً كريماً ، وكأنما كان يريد أن يخص بها علياً رضوان الله عليه . وفي السنة الثامنة للهجرة خطب علي بن أبي طالب فاطمة الزهراء فما أسرع أن استجاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى طلبه ؛ فخر علي ساجداً لله ، فلما رفع رأسه من سجوده قال له الرسول عليه الصلاة والسلام : ( بارك الله لكما وعليكما ، وأسعد جدكما وأخرج منكما الكثير الطيب ) .
وقد شهد عقد فاطمة الزهراء على علي بن أبي طالب أبو بكر ، وعمر وعثمان ، وطلحة ، والزبير من المهاجرين ، وعدد يماثل عددهم من الأنصار .
ولما أخذ القوم مجالسهم قال عليه الصلاة والسلام:( الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته إن الله عز وجل جعل المصاهرة نسباً لاحقاً ، وأمراً مفترضاً، وحكماً عادلاً ، وخيراً جامعاً ، أوشج بها الأرحام وألزمها الأنام ، فقال الله عز وجل : ] هو الذي خلق لكم من المآء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً
[ . أشهدكم أني زوجت فاطمة من علي على أربع مائة مثقال فضة إن رضي بذلك على السنة القائمة ، والفريضة الواجبة … فجمع الله شملها وبارك ، لهما ، وأطاب نسلهما … أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم ) .
وزفت سيدة نساء المسلمين إلى بيت زوجها وما كان لها من جهاز غير سرير مشروط ، ووسادة من أدم حشوها ليف ، ونورة من أدم ، وسقاء ، ومنخل ، ومنشفة ، وقدح ، ورحوان وجرتان .
لم يطق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم صبراً على بعد الزهراء عنه ؛ فعزم على أن يحولها إلى جواره وكانت تجاوره منازل لحارثة بن النعمان فجاء إلى النبي صلوات الله عليه وقال : إنه بلغني أنك تريد أن تحول فاطمة إليك ، وهذه منازلي وهي أقرب بيوت بني " النجار " إليك ، وإنما أنا ومالي لله ورسوله ، والله يا رسول الله : للمال الذي تأخذ مني أحب إلي من الذي تدع . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صدقت ، بارك الله عليك ) . ثم حول فاطمة إلى جواره وأسكنها منزلاً من بيوت حارثة رضوان الله عليه . ومنذ استقرت الزهراء في جوار أبيها كان يلم ببيتها كل صباح ، فإذا أذن للصبح كان يأخذ بعضادتي باب بيتها ويقول : ( السلام عليكم أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) . وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم يثني ببيت فاطمة ويطيل عندها المكث ، ثم يأتي بيوت نسائه . وقد روي عن محمد بن قيس أن الرسول صلوات الله عليه خرج ذات مرة في سفر ومعه علي بن أبي طالب فصنعت فاطمة رضوان الله عليها في غيبتهما سوارين وقلادة وقرطين ووضعت على باب البيت ستارة ، وذلك لقدوم أبيها وزوجها . فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها ووقف أصحابه على الباب لا يدرون أيبقون أم ينصرفون لطول مكثه عندها ، فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم وقد عرف في وجهه الغضب حتى جلس على المنبر .
عند ذلك أدركت فاطمة رضوان الله عليها أنه فعل ذلك لما رأى من السوارين والقلادة والقرطين والستر … فنزعت قرطيها وقلادتها وسواريها وأنزلت الستر وبعثت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالت لمن حملته إياها : قل للرسول تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول لك اجعل هذا في سبيل الله ، فلما أتاه قال : ( قد فعلت ـ فداها أبوها ـ ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد ، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء ) .
ثم إن بيت فاطمة الزهراء ما لبث أن سعد بالذرية الصالحة فقد رزق الأبوان الكريمان كلا من الحسن، والحسين ، ومحسن … وزينب ، وأم كلثوم . كانت فرحة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بهم كبيرة ،
فقد روي أنه لما ولد الحسن سماه والده " حرباً " فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أروني ابني ، ما سميتموه ؟ ) قالوا : حرباً… قال ( بل هو حسن ) .
وكان الرسول صلوات الله عليه يدلل أولاد فاطمة ويستأنسهم ويداعبهم ويرقصهم ، وربما ركب الواحد منهم على كتفه هو يصلي … فيتأنى في صلاته ويطيل سجوده لكي لا يزحزحه عن مركبه .وقد كان من عادته صلوات الله عليه أن يبيت في بيت فاطمة حيناً بعد حين ، ويتولى خدمة أطفالها بنفسه وأبواهم قاعدان . ففي إحدى الليالي سمع الحسن يستسقي ؛ فقام صلوات الله عليه إلى قربة فجعل يعصرها في القدح فمد الحسين يده ليتناول الماء ؛ فنحاه عنه وبدأ بالحسن ، فقالت فاطمة : كأنه أحب إليك ؟ فقال عليه السلام : ( إنما استسقى أولاً ) . وكانت فاطمة رضوان الله عليها إذا دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدها ورحب بها وأجلسها في مجلسه … وكان إذا دخل عليها قامت له ورحبت به وأخذت بيده فقبلتها . فدخلت عليه في مرضه الذي توفي فيه فأسر إليها فبكت … ثم أسر إليها فضحكت ،وكانت عائشة ترى ذلك فقالت في نفسها : كنت أحسب لهذه المرأة فضلاً على النساء فإذا هي واحدة منهن بينما هي تبكي إذا هي تضحك . فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عن ذلك فقالت : أسر إلي فأخبرني أنه ميت فبكيت … ثم أسر إلي أني أول أهل بيته لحوقاً به فضحكت . ولم تمكث فاطمة بعد وفاة أبيها عليه الصلاة والسلام طويلاً فلحقت به بعد أشهر قليلة ، قيل إنها ست أو ثلاثة أو اثنان على اختلاف في الروايات . ففي رمضان سنة إحدى عشرة للهجرة لبت فاطمة الزهراء نداء ربها وفرحت باللحوق بأبيها . ولما حضرتها الوفاة تولت أمر غسل نفسها بيدها وقالت لصاحبتها أسماء بنت عميس بعد أن اغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل : يا أمة إيتيني بثيابي الجدد فلبستها … ثم قالت : قد اغتسلت فلا يكشفن لي أحد كفناً … ثم تبسمت ، ولم تر مبتسمة بعد وفاة أبيها إلا ساعة فارقت الحياة . رحم الله ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة واسعة فقد زفت إلى علي في رمضان … وزفت إلى الجنة في رمضان أيضاً .

الباقيات الصالحات

قال الله تعالى : (المال و البنون زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير أملا )
. الحمد لله
أقوال العلماء في الباقيات الصالحات كلها راجعة إلى شيءٍ واحدٍ وهو الأعمال التي ترضي الله سواء قلنا إنها " الصلوات الخمس " كما هو مروي عن جماعة من السلف أو أنها : " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " ، والتحقيق : أن الباقيات الصالحات : لفظ عام يشمل الصلوات الخمس والكلمات الخمس المذكورة وغير ذلك من الأعمال التي ترضي الله تعالى ؛ لأنها باقية لصاحبها غير زائلة ولا فانية كزينة الحياة الدنيا ؛ ولأنها – أيضاً – صالحة لوقوعها على الوجه الذي يرضي الله تعالى

أ سماء أولاد النبى صلى الله عليه و سلم

رزق الحبيب صلى الله عليه و سلم بثلاثة ابناء من الزكور و هم :
1- القاسم رضى الله عنه 2- عبد الله رضى الله عنه 3- إبراهيم رضى الله عنه -
كما رزق صلى الله عليه و سلم بأربع بنات و هن :
5- السيدة زينب رضى الله عنها و كانوا يسمونها زينب الكبرى لأنها اول مولود لرسول الله و تمييزا لها عن زينب الحفيدة ابنة شقيقتها فاطمة الزهراء رضى الله عنها و بنت الأمام على و كرم الله تعالى وجهه . 6- السيدة رقية رضى الله عنها 7- السيدة أم كلثوم رضى الله عنها 8- السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها و قد ماتوا جميعاً فى حياة رسول الله عدا فاطمة الزهراء فهى التى ماتت بعد وفاته بستة أشهر و جميع أبناء الرسول من خديجة بنت خويلد رضى الله عنها , عدا إبراهيم ابنه من مارية القبطية

الاثنين، 23 مارس 2009

الصلوات الحمس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا حدد الله عز وجل الصلوات الخمس في مواعيدها التي نعرفها؟

روي عن علي رضي الله عنه ، بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم جالس بين الأنصار والمهاجرين ، أتى إليه جماعة من اليهود ، فقالوا له : يا محمد إنا نسألك عن كلمات أعطاهن الله تعالى لموسى بن عمران لا يعطيها إلا لنبي مرسل أو لملك مقرب ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صلوا.
فقالوا: يا محمد أخبرنا عن هذه الصلوات الخمس التي افترضها الله على أمتك ؟
فقال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام

صلاة الفجر
فإن الشمس إذا طلعت تطلع بين قرني الشيطان ويسجد لها كل كافر من دون الله ، قالوا : صدقت يا محمد ، فما من مؤمن يصلي صلاة الفجر أربعين يوما في جماعة إلا أعطاه الله براءتين ، براءة من النار وبراءة النفاق ، قالوا صدقت يا محمد
أما صلاة الظهر
فإنها الساعة التي تسعر فيها جهنم ، فما من مؤمن يصلي هذه الصلاة ، إلا حرم الله تعالى عليه لفحات جهنم يوم القيامة
وأما صلاة العصر
فإنها الساعة التي أكل فيها آدم عليه السلام من الشجرة ، فما مؤمن يصلي هذا الصلاة إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
ثم تلا قوله تعالى
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى
وأما صلاة المغرب
فإنها الساعة التي تاب فيها الله تعالى على آدم عليه السلام فما من مؤمن يصلي هذه الصلاة محتسبا ثم يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه
و أما صلاة العشاء
فإن للقبر ظلمة ويوم القيامة ظلمة فما من مؤمن مشى في ظلمة الليل إلى صلاة العتمة إلا حرم الله عليه وقود النار ويعطى نورا يجوز به على الصراط. فإنها الصلاة التي صلاها المرسلون قبلي

من كتاب لاتحزن


يــا الله

{ يسأله من في السموات والارض كل يوم هو في شأن } : إذا اضطرب البحر وهاج الموج وهبت الريح العاصف ، نادى أصحاب السفينة : يا الله.
إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الركب عن الطريق وحارت القافلة في السير ، نادوا : يا الله.
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة ، نادى المصاب المنكوب : يا الله.
إذا أوصدت الأبواب أمام الطلاب ، وأسدلت الستور في وجوه السائلين ، صاحوا : يا الله.
إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الامال وتقطعت الحبال ، نادوا : يا الله.
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت ، فاهتفت : يا الله.
ولقد ذكرتك والخطوب كوالح *** سود ووجه الدهر أغبر قاتم
فهتفت في الأسحار باسمك صارخا **** فإذا محيا كل فجر باسم
إليه يصعد الكلم الطيب ، والدعاء الخالص ، والهاتف الصادق ، والدمع البريء ، والتفجع الواله.
إليه تمد الأكف في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، والأعين في الملقات ، والأسئلة في الحوادث.
باسمه تشدو الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي ، وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح ، وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ، ويثوب الرشد ، ويستقر اليقين ، { الله لطيف بعباده }
الله :
أحسن الأسماء وأجمل الحروف ، وأصدق العبارات وأثمن الكلمات ، { هل تعلم له سميا }
الله :
فإذا الغنى والبقاء ، والقوة والنصرة ، والعز والقدرة والحكمة ، { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار }
ا لله :
فإذا اللطف والعناية ، والغوث والمدد ، والود والإحسان ، { ومابكم من نعمة فمن لله }
الله :
الجلال والعظمة ، والهيبة والجبروت.
مهما رشفنا في جلالك أحرفا *** قدسية تشدو بها الأرواح
فلأنت أعظم والمعاني كلها *** يارب عند جلالكم تنداح
اللهم فاجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سرورا ، وعند الخوف أمنا.
اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين ، وأطفىء جمر الأرواح بماء الإيمان.
يا رب ، ألق على العيون الساهرة نعاسة امنة منك ، وعلى النفوس المضطربة سكينة ، وأثبها فتحا قريبا.
يا رب اهد حيارى البصائر إلى نورك ، وضلال المناهج إلى صراطك ، والزائغين عن السبيل إلى هداك.
اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور ، وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق ، ورد كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسومين. اللهم أذهب عنا الحزن ، وأزل عنا الهم ، واطرد من نفوسنا القلق.
نعوذ بك من الخوف إلا منك ، والركون إلا إليك ، والتوكل إلا عليك ، والسؤال إلا منك ، والاستعانة إلا بك ، أنت ولينا ، نعم المولى ونعم النصير.

الزوار

free counters

بحث هذه المدونة الإلكترونية