اسمع القرأن

الخميس، 31 مارس 2011

تعريف الفتنة وعلى ماذا تطلق الشيخ/ عبد الكريم الخضير

والفتن جمع فتنة، يقول الراغب: أصل الفَتْنِ إدخال الذهب في النار، لتظهر جودته من رداءته، ويستعمل في إدخال الإنسان النار، ويطلق على العذاب، يستعمل في إدخال الإنسان النار: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [(10) سورة البروج]، بأن أدخلوهم في النار، هذه فتنة.
ويطلق على العذاب، كقوله -جل وعلا-: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} [(14) سورة الذاريات]، وعلى ما يحصل عند العذاب، كقوله -جل وعلا-: {أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ} [(49) سورة التوبة]، وعلى الاختبار، كقوله: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [(40) سورة طـه]، وفيما يدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء، وفي الشدة أظهر معنىً وأكثر استعمالاً، قال -جل وعلا-: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [(35) سورة الأنبياء]، ومنه قوله: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ} [(73) سورة الإسراء]، أي يوقعونك ببلية وشدة في صرفك عن العمل بما أوحي إليك.
وقال أيضاً -الراغب-: الفتنة تكون من الأفعال الصادرة من الله -جل وعلا- ومن العبد كالبلية والمصيبة، والقتل والعذاب والمعصية وغيرها من المكروهات.
فالإنسان قد يكون بنفسه موجداً للفتنة يفتتن بها ويفتن بها غيره، كما أنها تكون من الله -جل وعلا- فإن كانت من الله فهي على وجه الحكمة، وإن كانت من الإنسان بغير أمر الله فهي مذمومة، فقد ذم الله -جل وعلا- الإنسان بإيقاع الفتنة كما في قوله -جل وعلا-: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [(191) سورة البقرة]، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [(10) سورة البروج]، وقوله: {مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} [(162) سورة الصافات]، وقوله: {بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ} [(6) سورة القلم]، وكقوله: {وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ} [(49) سورة المائدة].
وقال غيره: أصل الفتنة الاختبار، ثم استعملت فيما أخرجته المحنة والاختبار إلى مكروه، ثم أطلقت على كل مكروه، أو آيلٍ إليه كالكفر والإثم والتحريق والفضيحة والفجور وغير ذلك.
الفتنة لا شك أنها تطلق على أمور متفاوتة، فمنها الشرك الذي هو في الحقيقة أعظم من القتل وأشد من القتل، إلى أن تصل إلى فتنة الرجل في أهله وماله وجاره، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كما في الحديث المتفق عليه قال في الخميصة: ((كادت أن تفتنني عن صلاتي)) والمراد بالفتنة هنا: الانشغال بها، وكذلك الفتنة في المال والولد الانشغال بهم عما هو أهم، كل هذا فتنة.

تعريف الجهاد

المقصود بالجهاد : أي القتال في سبيل الله ، وما يتعلق بأحكامه.
و تعريف الجهاد عند الفقهاء هو:- بذل الجهد والطاقة والمشقة للقتال في سبيل الله.
و الدليل على الجهاد من القرآن قول الله تعالى "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ " وقوله تعالى " و قوله تعالى " انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " و قوله تعالى " وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" و قول الله تعالى " وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا" و قوله تعالى " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ " و دليله من السنة قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله " و خبر مسلم " لغدوه أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا و ما فيها "
حكم الجهاد :
و حكم الجهاد في الإسلام هو يكون فرض أي واجب على المسلم وله حالتان و هما إما أن يكون الجهاد (( فرض كفاية )) و إما أن يكون الجهاد (( فرض عين )).

أولاً – أ:- معنى كلمة (( فرض كفاية )) ؟ هو أن يجب و من الواجب الذي سوف نحاسب علية أن تخرج فئة للقتال و فئة أخرى تبقى داخل البلد للموعظة و وعظ الناس و هكذا يكون فرض كفاية ، و الفئة التي تخرج للقتال هي الفئة القوية القادرة على تحمل مشقة الجهاد ، أما الفئة التي تظل بالبلد هم الشيوخ و الأطفال و النساء و الذين يكونوا قادرين على موعظة الناس.

ب :- متى يكون الجهاد (( فرض كفاية )) ؟ يكون الجهاد فرض كفاية إذا احتل العدو بلد من بعض بلاد المسلمين يكون الجهاد في هذه الحالة فرض كفاية على البلاد المسلمة البعيدة عن البلد المحتلة بمسافة تقدر تقريباً أكثر من 80 كيلوا متر يكون في هذه الحالة (( فرض كفاية )) أي إذا فعلة بعض الناس سقط عن البعض الأخر.

لقوله تعالى " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " صدق الله العظيم.

و للجهاد في هذه الحالة شروط حتى يجب الجهاد وهي:

1– الإسلام لقولة تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " ؛ فهنا الله سبحانه و تعالى يخاطب المؤمنين فقط ، فلا يجب على الكافر أو الذمي الذي يدفع الجزية لذنب عنه.

2- ( البلوغ ) فلا يجب جهاد على صبي لعدم تكليفه في هذه الحالة أي في حالة فرض الكفاية: لقوله تعالى " لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " ! وقيل هنا المقصود بالضعفاء هم ضعاف الصبيان لضعف أبدانهم .

3 – ( العقل ) فلا يجب جهاد على مجنون لعدم تكليفه في هذه الحالة أي في حالة فرض الكفاية : لقوله تعالى " لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " ! وقيل هنا المقصود بالضعفاء هم المجانين لضعف عقولهم.

4 – ( الحرية ) فلا يجب جهاد على خادم أو رقيق : لقوله تعالى " تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " ؛ ولكن العبد لا يملك نفسه و لا يملك مال فكله ملك سيده و إن كان و لله الحمد لم يعد هذا موجوداً حتى الآن.

5 – ( الذكورة ) فلا جهاد على امرأة لضعفها ، " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ " ، وحكم الخنثى هنا كالمرأة تماماً لا يجب عليها القتال.

6 – ( الصحة ) فلا جهاد على مريض يتعذر قتاله أو يكون في الجهاد مشقة علية .

7 – ( الطاقة على القتال ) بالبدن و بالمال ، فلا جهاد على كفيف و لا على ذي عرج حتى ولو فى قدم واحدة : لقوله تعالى " لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ " ، وهذه هي شروط وجوب الجهاد لكن هذه الشروط تكون فقط في حالة عندما يكون الجهاد ( فرض كفاية ) أما إذا كان الجهاد ( فرض عين ) فلا تجب هذه

الشروط ، وسوف نتحدث عنه.

ثانياً – أ:- معنى كلمة (( فرض عين )) ؟ هو أنه يجب و فرض واجب أن يخرج كل الناس للقتال سواء كانوا من الرجال أو النساء أو الأطفال أو الشيوخ و يحق للمرأة أن تخرج في هذه الحالة بدون إذن من زوجها و يحق للخادم أو العبد أن يخرج في هذه الحالة بدون إذن سيدة ، كما يحق للصبي أن يخرج للجهاد بدون إذن من يعوله .

ب – متى يكون الجهاد (( فرض عين )) ؟ يكون الجهاد فرض عين عندما يحتل العدو بلد مسلمة من بلاد المسلمين يكون الجهاد في هذه الحالة (( فرض عين )) على المقيمين بالبلد المحتلة ، وعلى البلاد القريبة منها بمسافة تقريباً أقل من 80 كيلوا متر فيكون الجهاد في هذه الحالة (( فرض عين )) أي يجب على كل أهل البلدة و البلاد القريبة منها الجهاد بدون استثناء ، سواء أمكن تأهيلهم على القتال أو لم يمكن ، و لا تطبق في هذه الحالة أي من الشروط المذكورة في حالة (( فرض الكفاية )) ن ولاكن يجب على الكل القتال حتى إذا لم يجدوا أسلحة فيمكنهم القتال بعصا أو بالحجارة مثلما يفعل الشعب الفلسطيني البطل.

الأربعاء، 23 مارس 2011

معنى حديث بدأ الإسلام غريبا ًبقلم : الشيخ محمد الغزالي

ذكر لي بعضهم حديث “بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ” رواه أحمد والجماعة، وكأنه يفهم منه أن الإسلام سينكمش ويضعف وأن على من يسمع هذا الحديث أن يهادن الإثم، ويداهن الجائرين ويستكين للأفول الذي لا محيص عنه!

وإيراد الحديث وفهمه على هذا النحو مرض شائع قديم.

ولو سرت جرثومة هذا المرض إلى صلاح الدين الأيوبي ما فكر في استنقاذ بيت المقدس من الصليبيين القدامى!
ولو سرت جرثومة هذا المرض إلى سيف الدين قطز ما نهض إلى دحر التتار في ” عين جالوت ”!

ولو سرت جرثومة هذا المرض إلى زعماء الفكر الإسلامي في عصرنا الحاضر ابتداء من جمال الدين الأفغاني إلى الشهداء والأحياء من حملة اللواء السامق ما فكروا أن يخطوا حرفاً أو يكتبوا سطراً!

وقلت في نفسي : أيكون الإسلام غريباً وأتباعه الذين ينتسبون إليه يبلغون وفق الإحصاءات الأخيرة ثمانمائة مليون نفس؟

يا للخذلان والعار!

الواقع أن هذا الحديث وأشباهه يشير إلى الأزمات التي سوف يواجهها الحق في مسيرته الطويلة فإن الباطل لن تلين بسهولة قناته بل ربما وصل في جرأته على الإيمان أن يقتحم حدوده ويهدد حقيقته، ويحاول الإجهاز عليه!

وعندما تتجلى الظلماء عن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يقاومون الضلال بجلد، ولا يستوحشون من جو الفتنة الذي يعيشون فيه، ولا يتخاذلون للغربة الروحية والفكرية التي يعانونها، ولا يزالون يؤدون ما عليهم لله حتى تنقشع الغمة ويخرج الإسلام من محنته مكتمل الصفحة، بل لعله يستأنف زحفه الطهور فيضم إلى أرضه أرضاً وإلى رجاله رجالاً.

وذلك ما وقع خلال إعصار مضت، وذلك ما سيقع خلال أعصار تجيء، وهذا ما ينطق به حديث الغربة الآنف، فقد جاء في بعض رواياته:

“طوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدى من سنتى ” [ راجع في روايات الحديث كلها كتاب “غربة الإسلام” لابن رجب الحنبلى ] فليست الغربة موقفاً سلبياً عاجزاً، إنها جهاد قائم دائم حتى تتغير الظروف الرديئة ويلقى الدين حظوظاً أفضل.

وليس الغرباء هم التافهون من مسلمي زماننا، بل هم الرجال الذين رفضوا الهزائم النازلة وتوكلوا على الله في مدافعتها حتى تلاشت!
والفتن التي لا شك في وقوعها والتي طال تحذير الإسلام منها فتنة التهارش على الحكم والتقاتل على الإمارة ومحاولة الاستيلاء على السلطة بأي ثمن، وما استتبعه ذلك من إهدار للحقوق والحدود، وعدوان على الأموال والأعراض .. وهذا المرض كان من لوازم الطبيعة الجاهلية التي عاشت على العصبية العمياء..

والعرب في جاهليتهم ألفوا هذا الخصام والتعادى، فهم كما قال دريد بن الصمة:

يغار علينا واترين فيشتفي
بنا إن أصبنا أو نغير على وتر

قسمنا بذاك الدهر شطرين بيننا
فما ينقضى إلا ونحن على شطر

وما رواه أحمد عن تميم الدارمى يؤيده ما رواه عن المقداد بن الأسود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا وبر إلا دخلته كلمة الإسلام يعز عزيزاً ويذل ذليلاً، أما الذين يعزهم الله فيجعلهم من أهلها وأما الذين يذلهم الله فيدينون لها ” [ رواه ابن حبان كما في الزوائد للهيثمى رقم ( 1621 ) وجماعة . راجع الأحاديث الصحيحة للألبانى (1 / 7 ) ].

وكذلك ما رواه عن قبيصة بن مسعود : صلى هذا الحى من محارب ـ اسم قبيلة ـ الصبح، فلما صلوا قال شاب منهم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” إنه ستفتح لكم مشارق الأرض ومغاربها، وإن عمالها ـ أمراءها ـ في النار إلا من اتقى وأدى الأمانة ”.

ويقول صاحب المنار في نهاية تفسيره لقوله تعالى : ” قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم .. ” : اعلم أن الاستدلال بما ورد من أخبار وآثار في تفسير هذه الآية لا يدل هو ولا غيره من أحاديث الفتن على أن الأمة الإسلامية قد قضى عليها بدوام ما هى عليه الآن من الضعف والجهل كما يزعم الجاهلون بسنن الله اليائسون من روح الله، بل توجد نصوص أخرى تدل على أن لجوادها نهضة من هذه الكبوة، وأن لسهمها قرطة بعد هذه النبوة كالآية الناطقة باستخلافهم في الأرض ـ سورة النور ـ فإن عمومها لم يتم بعد، وكحديث ” لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً، وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق ” رواه أحمد ..

” والشطر الأول منه لم يتحقق بعد، ويؤيده ويوضح معناه ما صح عن مسلم من أن ساحة المدينة المنورة سوف تبلغ الموضع الزى يقال له اهاب، أي أن مساحتها ستكون عدة أميال، فكونوا يا قوم من المبشرين لا من المنفرين .. ” ولتعلمن نبأه بعد حين ”.

وخطأ كثير الشراح جاء من فهمهم أن ترك الشر هو غاية التدين وأن اعتزال الفتن هو آية الإيمان.
وهذا عجز سببه ضعف الهمة وسقوط الإرادة.

وإني لأذكر فيه قول المتنبى :
إنا لفي زمن ترك القبيح به
من أكثر الناس إحسان واجمال

أجل، فإن ترك الصغائر غير بلوغ الأمجاد، وتجنب التوافه والرذائل غير إدراك العظائم وتسنم الهام، والتلميذ الذي لا يسقط شيء والذي يحرز الجوائز شيء آخر!

والرسول الكريم عندما يأمرنا باعتزال الفتن لا ينهى واجبنا عن هذا الحد..

سوف يبقى بعد ذلك الاعتزال الواجب بناء الأمة على الحق ومد شعاعاته طولاً وعرضاً حتى تنسخ كل ظلمة.

لتحميل كتب محاسبية

http://search.4shared.com/q/1/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A9%20%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9

الثلاثاء، 22 مارس 2011

قصة كعب بن ماك وتخلفه عن تبوك

* عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، أن عبد الله بن كعب ابن مالك ـ وكان قائد كعب من بنيه حين عمى ـ قال : سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك ، قال كعب :

لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها إلا في عزوة بتوك ، غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر ، ولم يعاتب أحداً تخلف عنها ، إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش ، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ، ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا علىالإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر ، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها
كان من خبري أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزوة ، والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزاة ، ولم يكن رسول الله يريد غزوة إلا ورى بغيرها ، حتىكانت تلك الغزوة غزاها رسول الله في حر شديد واستقبل سفرا بعيداً وعددا كثيرا فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم ، فأخبرهم بوجهه الذي يريد ، والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ ـ يريد الديوان قال كعب : فما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن سيخفي له ما لم ينزل فيه وحي الله وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك العزوة حين طابت الثمار و الظلال .

وتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه ، فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئا , فأقول في نفسي : أنا قادر عليه . فلم يزل يتمادى بي حتى استد بالناس الجد ، فأصبح رسول الله والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئاً ، فقلت : أتجهز بعد يوم أو يومين ثم ألحقهم . فغذوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم اقض شيئاً ، ثم غدوت ثم رجعت ولم أقضي شيئاً . فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو ،وهممت أن أرتحل فأدركهم ـ وليتني فعلت ـ فلم يقدر لي ذلك .

فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه النفاق ، أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء .

ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوكاً ، فقال وهو جالس في القوم بتبوك : " ما فعل كعب؟ " فقال رجل من بني سلمة : يارسول الله حبسه برداه ونظره في عطفيه . فقال معاذ بن جبل : بئس ما قلت ، والله يارسول الله ما علمنا عليه إلا خيراً . فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال كعب بن مالك : فلما بلغني أنه توجه قافلاً حضرني همي ، وطفقت أتذكر الكذب وأقول : بماذا أخرج عذاً من سخطه ؟ واستعنت علىذلك بكل ذي رأي من أهلي ، فلما قيل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادماً زاح عني الباطل ، وعرفت أني لن أخرج منه أبداً بشيء فيه كذب ، فأجمعت صدقه .

وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما ، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس ، فلما فعل ذلك جاء المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له ، وكانوا بضعة وثمانين رجلاً ، فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ، ووكل سرائرهم إلى الله عزوجل .

فجئته ، فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال : " تعال " فجئت أمشي حتى جلست بين يديه ، فقال لي : " ما خلفك ؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك " فقلت : بلى إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر ـ ولقد أعطيت جدلاً ـ ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك على ، ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عفو الله , لا والله ما كان لي من عذر ، ووالله ماكنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أما هذا فقد صدق ، فقم حتى يقضي الله فيك " .

فقمت فثار رجال من بني سلمة فأتبعوني فقالوا لي :والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ، ولقدعجزت ألا تكون أعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر غليهالمخلفون ؟ وقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك . فوالله مازالوا يؤنبونني حتى هممت أن أرجع فأكذب نفسي .

ثم قلت لهم : هل لقى هذا معي أحداً ؟ قالوا : نعم رجلان قالا مثل ما قلت وقيل لهما مثل ما قيل لك . فقلت : من هما ؟ قالوا : مرارة بن الربيع العمري وهلال بن أمية الواقفي فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة . فمضيت حين ذكروهما لي . ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف .

فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف فلبثنا على ذك خمسين ليلة .

فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان ، وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم ، فكنت أخرج فاشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد ، وآتى رسول الله فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة ، وأقول في نفسي : هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟ ثم أصلي قريبا منه فأسارقه النظر ، فإذا أقبلت علىصلاتي أقبل إلي ، وأذا ألتفت نحوه أعرض عني . حتى إذا طال على ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة ،وهو ابن عمى وأحب الناس إلىـ فسلمت عليه ، فوالله مارد علي السلام ، فقلت : يا أبا قتادة انشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله ؟ فسكت . فعدت له فنشدته فسكت ، وفعدت له فنشدته فقال : الله ورسوله أعلم .
ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار .
قال : وبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشام ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول : من يدلني على كعب بن مالك ؟ فطفق الناس يشيرون له ، حتى إذا جاءني دفع إلىكتاب من ملك غسان في سرقة من حرير فإذا فيه : أما بعد ، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة ، فالحق بنا نواسك . فقلت لما قرأتها : وهذا أيضا من البلاء ! فتيممت بها التنور فسجرته بها .
فأقمنا على ذلك , حتىإذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال : رسول الله يأمرك أن تعتزل امرأتك . فقلت : أطلقها أم ماذا أفعل ؟ قال : لا بل أعتزلها ولا تقربها . وأرسل إلى صاحبي بمثل ذلك ، فقلت لا امرأتي : الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر .
قال كعب : فجاءت امرأة هلال بن أمية إلى رسول الله فقالت : يارسول الله ، إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه ؟ قال : " لا ولكن لا يقريك " قالت : إنه والله ما به حركة إلى شيء والله مازال يبكي منذ كان من أمره إلى يومه هذا . فقال لي بعض أهلي : لو أستأذنت رسول الله في امرأتك كما أستأذن هلال بن أمية أن تخدمه ؟ فقلت : والله لا أستأذن فيها رسول الله وما يدريني ما يقول رسول الله إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب

قال : فلبثت بعد ذلك عشر ليال ، حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله عن كلامنا : فلما صليت الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا ، فبينا أنا جالس علىالحال التي ذكر الله عز وجل ، قد ضاقت علي نفسى وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفي على جبل سلع بأعلى صوته : ياكعب أبشر .

فخررت ساجداً ، وعرفت أن قدجاء فرج ، وآذن رسول الله بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر ، فذهبت الناس يبشرننا ، وذهب قبل صاحبي مبشرون، وركض رجل إلى فرساً ، وسعى ساع من أسلم فأوفى علىالجبل ، فكان الصوت أسرع من الفرس .

فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوته إياهما ببشراه ، والله ما أملك غيرها يومئذ ! واستعرت ثوبين فلبستهما وأنطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلقاني الناس فوجاً فوجا يهنئونني بالتوبة يقولون : ليهنك توبة الله عليك . قال كعب : حتى دخلت المسجد فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس ، فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني ، والله ما قام إلى رجل من المهاجرين غيره ، ولا أنساها لطلحة . قال كعب : فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله وهو يبرق وجهه من السرور : " أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك" .قال : قلت : أمن عندك يارسول الله أم من عندالله ؟ قال : " لا بل من عند الله " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر ، وكنا نعرف ذلك منه . فلما جلست بين يديه قلت : يارسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلىالله وإلى رسوله . قال رسول الله : " أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك " قلت : فإني أمسك سهمي الذي بخيبر . وقلت : يارسول الله إن الله إنما نجاني بالصدق ، وإن من توبتي ألا أتحدث إلا صدقاً ما بقيت . فوالله ما أعلم أحدًا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله أحسن مما أبلاني ،ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا كذبا ، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما يقيت . وأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم : { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار }إلى قوله : { وكونوا مع الصادقين } فوالله ما أنعم الله على من نعمة قط بعدأن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكون كذبته فأهلك كماهلك الذين كذبوا ، فإن الله تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قاله لأحد ، قال الله تعالى : { سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم } إلى قوله : { فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } .

قال كعب : وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم ، وأرجأ رسول الله أمرنا حتى قضى الله فيه ، فبذلك قال الله تعالى{ وعلى الثلاة الذين خلفوا} ليس الذي ذكر الله مما خلفنا من الغزو وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له وأعتذرإليه قبل منهم .

يارب النصر

أســـــألك يـا الله أن تــنــتـقــم مــن الـيــهــود و أعـوانـهـم حـيـثـما حــلـوا و رحـلـوا

لـعـلـمـك بـأنـهـم أعــدى اعــداء الـمـسـلـمين و أســألك يـا الله ان تـــسـلـط عـلـيـهـم

الـخـســف و الـحــرق و الــغـــرق ... يـا مـنـتـقـم يــا قــوى ....

كـمـا أســــألك يـا جلـيل و يـا عــالـى أن تــخــذل كـل مـن يـخذل الـمســلـمين

مـمـن أوكـلت إلـيهـم أمـورهـم فى هــذا الــزمـن الـحــزين الـذى زاد فــيه إحــتــقـار

الـمـســلـمين و الإســـــتـهـانـة بـهـم فـى كــل بــقـاع الــدنـيـا و هــؤلاء الــخـانـعـون

الـجـبـنـاء لا يــحـركــون ســـــاكـناً و لا يـهـشــــون ذبـابـةً و لا يـنـشــــونـها فــقـد رضـــوا

أن يـســتكـيـنـوا لـجـبـنـهـم و خــورهــم و خــوفـهـم مــن إســــرائـيـل و ذيـلهـا أمــريـكا

و نـســـوا الله و ســـطـوته و أنــه تـعـالـى يـنـصـر مـن يـنـصــره بـإعــلاء ديــنه و الـجـهـاد

فــى ســـــبـيـلـه لـتــكــون كـلـمــتـه هــى الـعـلـيا ..

اللـهـم أشـــهـدك بـأنــى أبــرأ إلـيــك مـمـا يـفـعـل هـــؤلاء و أســألك أن تـبـدلـهـم بـمـن

يـقـيـم شـــريـعـتـك فـى الـكـون و يــعـز عـبـادك الـمـسـلـمين و يــعـلى كـلـمتـك و يــحـمى

ديـنـك ..... إنـــك ولــى ذلـك و الـقـادر عـلـيه و صـلى اللهـم عـلى مـن بـعـثـتــه خـاتـماً

لـرســــلك و مـبـشــــراً و نـــذيـراً ســيدنـا مـحـمـدٍ و عـلى آلـه و صــحـبـه و ســلـم تـســلـيـماً كــثـيراً

الخميس، 17 مارس 2011

ودخل المسلمون الجحر للكاتب : ريهام سامح

أكتب لكم الآن بقلبي قصة عبد الله بن عبد الله بن أبي سلول، أكتبها لكم بدموعي قبل حبري، بل أكتبها بدمي ونبضات قلبي الذي ينزف الدماء حزنا على حالنا، في إحدى الغزوات ضرب رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار على دبره، فقال الأنصاري: "يا للأنصار"!، وقال المهاجري: "يا للمهاجرين"!، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بال دعوى الجاهلية؟!".. -أي ألم أجعل المسلمين أخوة في الدين، فلماذا تنتسبون إلى قبائلكم وتتفرقون بعد أن جمعتكم أخوة الإسلام؟-، فحكوا له القصة؟، فقال: "دعوها فإنها منتنة"، فسمعها عبد الله بن أبي سلول وكان من الأنصار ولكنه كان منافقا، فأشعل نار الفتنة عندما سمع بهذا الحديث فقال: "قد فعلوها!، فوالله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل"، أي سنخرج نحن الأنصار محمدا وأصحابه وسنجعلهم الأذل، فقال عمر: "دعني أضرب عنق هذا المنافق"، فقال صلى الله عليه وسلم: "دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه". فذهب ابن هذا الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم وقال: "يارسول الله، الكل يشهد على شدة بري بأبي، وأنا مثالا للابن البار بأبيه ولكن مادام قال هذا، فاسمح لي أن أقتل أبي؟"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا". فلما بدأ الناس يرجعون من الغزوة إلى المدينة، وقف الابن على باب المدينة، واستل سيفه، وجعل الناس يمرون عليه، فلما جاء أبوه المنافق قال له ابنه: "وراءك!"، يعني: لم يسمح له بالمرور، فقال: "ما لك ويلك؟!"، قال: "والله! لا تجوز من ها هنا حتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم"، ولما أتى الرسول صلى الله عليه وسلم أذن له بالدخول، فقال ابنه: "الآن ادخل لتعلم من الأعز ومن الأذل؟".

سبحان الله هل كان الإسلام غاليا عندهم إلى هذا الحد؟.. هل كان حب الله ورسوله ودينه أغلى عليهم من أوطانهم و قبائلهم وآبائهم وأمهاتهم؟.. نعم ولما لا؟.. وقد سلموا قلوبهم وأنفسهم لله وللإسلام، فكان الإسلام أغلى عندهم من كل شيء وأحب إليهم من كل شيء، ضحوا من أجله بأوطانهم فهاجروا من مكة إلى المدينة، ضحوا من أجله بقبائلهم بل ضحوا من أجله بأنفسهم رخيصة، فأصبح الإسلام هو من يتحكم في عواطفهم وعقلهم وهو الذي يحدد فكرهم ويرسم حياتهم، فقد كان نبي الله إبراهيم قدوتهم عندما تبرأ من أبيه وقومه {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114].

و عندما أسلم سعد بن أبي وقاص امتنعت أمه عن الطعام والشراب حتى يرجع عن الإسلام، وقالت له: "لن أذوق طعاماً حتى أموت فيعيروك الناس ويقولون قاتل أمه"، ثم إنها مكثت يوماً وليلة لم تأكل ولم تشرب ولم تستظل، فأصبحت قد جهدت، ثم مكثت يوماً آخر وليلة لم تأكل ولم تشرب، فجاء سعد إليها وقال: "يا أماه! لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني، فكلي"، فلما أيست منه أكلت وشربت، فأنزل الله هذه الآية: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} [لقمان:15] وأمره بالبر بوالديه، والإحسان إليهما، وعدم طاعتهما في الشرك؛ لأنه «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» [صححه الألباني]، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والله إني لأبكي عندما أراهم، عربي وأعجمي، أبيض وأسود، قرشي وأنصاري، من كل حدب وصوب، كلهم يجمعهم كتاب واحد ونبي واحد وينتمون لأمة واحدة، عندما كنّا قلباً واحداً، وجسداً واحداً نعيش بالإسلام، وللإسلام كنّا أعزة، عندما كان المهاجرون يحاربون أهلهم من قريش، ويتآخون مع سلمان الفارسي، وبلال الحبشي، وصهيب الرومي كانوا أعزة، نعم عندما كانت رابطة الإسلام أقوى من رابطة النسب،قال صلى الله عليه وسلم-: «يا أيّها النّاس: ألا إنّ ربّكم واحد، وإنّ أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلاّ بالتقوى» [مسند أحمد: 22978 وصححه الألباني]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [سورة الحجرات: 13].

وهذا أبو عبيدة بن الجراح في يوم بدر يقف أمامه أبوه وهو كافر، فيدير أبو عبيدة وجهه عنه، فيتصدر له أبوه، فيدير أبو عبيدة وجهه ويتحاشاه، فلما أصر أبوه على قتله تمكن منه أبو عبيدة فقتله، نعم ولما لا يكون دينه أغلى عنده من أبيه وقد تيقن من صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وتفاعل قلبه مع كتاب ربه، قرأ قوله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: 22]، قرأها بقلبه فترجمها فعله قبل قوله، فكان الإسلام واقعا ملموسا في حياتهم وليس مجرد كلاما محفوظا، لقد أعلنوها قوية وصرخوا بها مدوية، ولاء للإسلام وأهله وبراءة من الشرك وأهله، لا انتماء إلا للإسلام، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} [الممتحنة: 1].

وهذا أبو العزيز بن عمير أخو مصعب بن عمير الذي كان كافرا، فأسره أحد الأنصار ويدعى أبا اليسر، فقال مصعب لأبي اليسر: "شدوا أسيركم فإن أمه من أكثر أهل مكة مالا"، فقال أبو عزيز: "أهذه وصايتك بي يا أخي؟"، قال له مصعب: "لست بأخي وإنما أخي الأنصاري"، فسألت أمه عن أغلى ما فدى به قرشي فقيل لها أربعة آلاف درهم فبعثت بأربعة آلاف درهم ففدته بها.

سبحان الله، لقد وصلت صلته بالله وبالإسلام وأهله وقوة ارتباطه بهم إلى المدى الذي جعله يتبرأ من أخيه في النسب لأنه ليس مسلما، فأولياء الله لا يحبون أعداء الله، ولو كانوا أقرب الأقرباء وهذا دأب الأنبياء والصالحين، فهذا نوح يتبرأ من ابنه {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [هود: 46].

نعم فالأخوة الحقيقية ليست أخوة النسب وإنما أخوة الإسلام {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } [الحجرات:10]. ولم يقل إنما المسلمون والمسيحيون إخوة أو اليهود والمسلمون إخوة، فأخوة الإسلام أقوى من كل صلة ومن كل ارتباط سواء كان قومية أو وطنية، فقد كانت أُمَّتُنا الإسلامية قلبًا واحِدًا، كانت جسدًا واحدًا، كانت يدًا واحدة، يجمعها قائدٌ واحد، ودولةٌ واحدة، كان هناك ما يسمَّى الخلافةَ الإسلامية، تَجمع الخلافةُ كلَّ الدُّول الإسلاميَّة؛ عربيَّةً، وغيْرَ عربية، لم تكن هناك حدودٌ بين الدُّوَل، كانت مصر، والشامُ، وتركيا، والمغرب، والصُّومال، وباكستان، وغيْرُها من بلاد الإسلامِ دولةً واحدة، من حقِّ أيِّ مواطن أن يَنتقل بين هذه الأوطان، دون جواز سفَر، كما نتنقل نحن الآن بين المدُن، فهذه الحدود بين الدول وضَعَها الاستعمارُ بعد أن مزَّقَنا إلى أشلاء، وقطعنا إلى أجزاء، وذلك عندما ضعفت الخلافة الإسلامية ووقعت كثير من بلاد الإسلام في يد الاستعمار، وأصبح الكثير من حكامها صناعة الاستعمار، وبدأ الغزو الفكري فانتشرت المنظمات والجمعيات التي أسسها الصلبيون في بلاد الإسلام، ولم تكن تحارب الإسلام بل على العكس تدعوا إلى التمسك بالإسلام حتى تجذب شباب المسلمين، ثم بعد ذلك بدأت تقلص الانتماء للدولة الإسلامية مستخدمة الشعارات التي تنادي بالقومية العربية، ولم تقصد بالقومية العربية سوى تفتيت الدولة الإسلامية فليست القومية غاية، وإنما الغاية أن تصبح دول الإسلام دولا علمانية مثل الدول الغربية، فقد كان هناك في نفس الوقت تخطيطا لإسقاط الخلافة الإسلامية، وبعد أن سقطت الخلافة ونجحت الخطط واقتنع كثير من المسلمين بفكرة القومية، حيث أن من يدين لهم بالولاء من الحكام كرسوا جهودهم ووجهوا إمكانيات الدول من إعلام (إذاعة، تلفاز، صحف) وتعليم (تقليص الدين وتهميشه وإحلال القومية والتربية الوطنية، ووضع العلمانين في الصدارة في جميع المجالات بحيث يكونون الطبقة المثقفة الراقية فينبهر بهم الناس)، فضعف الانتماء للدولة الإسلامية، وبعد القومية تبنوا فكرة آخرى وهي الديمقراطية والوطنية مع عدم محاربة القومية العربية، ولما نجحت خططهم واقتنع الكثير بالوطنية، بدؤوا يحاربون القومية فليس مستساغا الآن أن يحكم المصري أي عربي والعكس، وإنما المصري يحكمه مصري، والسوري يحكمه سوري، ثم تجاوز بهم الأمر بعد أن اشتد ضعف استشعار الانتماء للإسلام عند المسلمين، فجعلوا ابن بلدي النصراني أقرب لي من المسلم من بلد آخرى، والآن يعلنوها صراحة لا نريد دولة دينية بل نريدها علمانية، مهلا يا دعاة التغريب مهلا، ربما ابتعدنا عن ديننا وربما زادت معاصينا ولكن مازال الإسلام حيا في قلوبنا، مازال الإسلام أغلى ما عندنا، مازال الإسلام هو ديننا، لاتغركم معاصينا فلربما لهينا ولعبنا وغفلنا ونسينا كثيرا نسينا قول ربنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51]، وقوله: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [البقرة: 120]، نسينا قول نبينا وحبيبنا «"لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه"، قلنا: "يا رسول الله اليهود والنصارى؟"، قال "فمن؟"» [رواه البخاري ومسلم].. «سنن»: "عادات وتقاليد وأفكار"، «جحر ضب»: "حيوان جحره ضيق جدا ورديء"،

ولكننا مسلمون وبدين الله لانرضى بدلا، يا أسود الإسلام زمجروا، يا سحابة الإيمان أرعدي، يا شباب الإسلام أعلنوها مدوية، نحن جند الإسلام، نحن أحفاد أبي بكر وعمر، نحن على خطى النبي سائرون وبهديه مستمسكون، ولأعداء الإسلام محاربون، حب الله يملأ قلوبنا ورضاه أسمى غايتنا ودينه نفديه بأرواحنا، وقرآننا سيف فوق رقابنا، ورسولنا قدوتنا وإمامنا، وصحابته أجدادنا وسادتنا، لا والله لن تخدعونا بشعاراتكم الرنانة ولا بكلماتكم المعسولة، ولا بإعلامكم المضلل، فنحن المسلمون نوالي المؤمنين ونبرأ من كل من لم يؤمن بالدين، سواء كانوا يهودا أو نصارى وصلبيين، ولن يستوي أبدا من قال لا إله إلا الله مع من قال: المسيح ابن الله {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا } [سورة مريم].

لن يستوي أبدا عباد الرحمن وعباد الصلبان، فليسوا أبدا إخوة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51].

وليس معنى هذا أن نظلمهم ونفتري عليهم ونبخسهم حقهم، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8].

اللهم إني أشكو إليك غربة الإسلام بين أهله في بلاد المسلمين، اللهم وحد كلمتنا وارفع رايتنا وانصر أمتنا، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بشر فاجعل كيده في نحره.

الاثنين، 7 مارس 2011

سبحان الله

دعاء لاهل ليبيا

قال تعالى : "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلهُمْ يَرْشُدُونَ"

وقال تعالى: "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ".

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلمقال: «أفضل العبادة الدعاء».

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله ليستحيي أن يبسط العبد يديه يسأله فيهما خيرًا فيردهما خائبتين».

وفي «مستدرك الحاكم» عن حديث أبي هريرة tعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة»

فاللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الخير كله , اللهم صلي على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم يا حنان يا منان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام , يا حي يا قيوم يا غياث المستغيثين أغث إخواننا في ليبيا

اللهم يا غياث المستغيثين أغث إخواننا في ليبيا

اللهم يا غياث المستغيثين أغث إخواننا في ليبيا



اللهم عليك بالقذافي وأعوانه فإنهم لا يعجزونك

اللهم عليك بالقذافي وأعوانه فإنهم لا يعجزونك

اللهم عليك بالقذافي وأعوانه فإنهم لا يعجزونك إله الحق



اللهم إن القذافي قد خرج بخيله ورجله يريد إهلاك الحرث والنسل اللهم رد كيده في نحره واجعل الدائرة عليه , واحفظ إخواننا في ليبيا من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ونعوذ بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم

اللهم أبدلهم حاكما خيراً ممن طغى وبغى وبدل شرائعك وضاهى كتابك وحارب أولياءك

اللهم أبدلهم حاكما خيراً ممن طغى وبغى وبدل شرائعك وضاهى كتابك وحارب أولياءك

اللهم أبدلهم حاكما خيراً ممن طغى وبغى وبدل شرائعك وضاهى كتابك وحارب أولياءك

اللهم الطف بأهلنا في ليبيا .. اللهم احفظهم بحفظك واكلأهم برعايتك و احفظ بلاد المسلمين يا رب العالمين

اللهم انصر المسلمين في أرض المختار وحكم فيهم شرعك واكفهم شر كل طاغية جبار

ربِ انصر إخواننا وأهلنا في ليبيا و لا تنصر عليهم، ربِ ثبت أقدامهم وارحمهم..
ربِ رد كيد كل من أراد بهم السوء يا عزيز يا جبار..

اللهم تول أهل ليبيا برعايتك..اللهم احقن دمائهم ...اللهم ول عليهم خيارهم
اللهم احقن دماءهم واحفظ أعراضهم و سلم ذراريهم و أموالهم.

نسألك اللهم أن تعصم دماء المسلمين وأموالهم وأن تجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن
وان تصرف عنهم شرارهم وجميع بلاد المسلمين .

نسأل الله أن يجعل لإخواننا هناك من كل هم فرجا ومن كل ضيق ومخرجا ويحفظهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهمّ إنا نسألك السلامة لأهل ليبيا
اللهمّ بدّل خوفهم أمنا
اللّهمّ أظهر أمر الدين في أرض المختار
وولّ عليهم أخشاهم لربّهم وأتقاهم له
اللهمّ ولّ عليهم من يحكّم فيهم شرعك

اللهم احفظ المسلمين في ليبيا واحقن دمائهم وآمنهم في أنفسهم وأموالهم وول عليهم خيارهم
اللهم احفظ المسلمين في ليبيا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
اللهم اكفهم شر الأشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.

اللهم احفظ المسلمين في ليبيا واحقن دمائهم
وآمنهم في أنفسهم وأموالهم وول عليهم خيارهم
اللهم احفظ المسلمين في ليبيا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
اللهم اكفهم شر الأشرار وكيد الفجار
وطوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.

اللهم عجل الفرج وأرح العباد والبلاد ممن خربوها وأذلوا أهلها

اللهم كن لأهلنا في ليبيا ناصراً ومعيناً
اللهم ارزقهم الأمن والأمان والسلامة والإيمان

اللهم اعصم دماء المسلمين و أعراضهم و أموالهم
اللهم خذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر

اللهم أبرم لإخواننا في ليبيا أمرا رشيدا؛ تُعِز فيه أولياءك، وتُذِل فيه أعداءك، ويُعمل فيه بطاعتك

اللهم يا حي يا قيوم يا من بيده ملكوت كل شيء أنت تعلم ما حل بإخوان لنا و وأخوات لنا فيك فمن لتلك الأعراض ومن لتلك الدماء ومن لتلك الأرواح إلا أنت اللهم احفظهم بحفظك وأمن خوفهم وأبرم لهم أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.

اللهم آمين
اللهم آمين
اللهم آمين

الثلاثاء، 1 مارس 2011



فضل آل البيت

أعده للنشر: عاطف حسانين

لمن لا يعرفون فضل آل البيت، ومن لا يفهمون لماذا جعل الله الصلاة عليهم جزءا من صلاتنا له إذ نصلي عليهم في ختام الصلاة..

إلى من ظنوا أن الشيعة أولى بالحسين وآل البيت من أهل السنة..

إلى كل من يريد أن يعلم شيئا من قدر آل البيت ومقام آل البيت وعظيم بلاء آل البيت النبوي.. رجالا ونساء.. نعرض عليكم من خلال هذه الحلقات المتصلة -بإذن الله- مشاهد من استشهاد الحسين، وما حلّ بأهل بيت النبي بعدها من ابتلاءات لا تتحملها الجبال الرواسي.. كما يرويها لنا العالم الجليل الحبيب علي الجفري..

الحسين هو سيد شباب أهل الجنة.. هذا هو ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لماذا حاز الحسين هذه الرفعة وهذه المكانة، هل فقط لنسبه من رسول الله؟ هل لأنه قال عنه صلوات ربي وتسليماته عليه: "الحسين مني وأنا من حسين"؟ لا، ليس لهذا فقط رغم أن هذا بمفرده عند الله عظيم، ولكن لأن لكل مقام عند الله ثمن، فقد دفع سيدنا الحسين ثمنا غاليا ليس فقط بخُلقه وعبادته، وإنما بذل في سبيل ذلك كل شيء، حتى حياته دفعها ثمنا لإعلاء كلمة الحق؛ ليضرب لنا ولكل إنسان خلقه الله حرا إلى يوم القيامة أروع الأمثال في التضحية والفداء..

فهيا بنا معا نتعرف على لمحات من قصة استشهاد الحسين.. حين خرج إلى الكوفة لنجدة أهلها، مما وقع عليهم من ظلم ومن ظلمات.. في عهد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان..

عن قصة خروج الحسين كما يرويها أهل السنة أنه عندما فاجأ الخليفة معاوية بن أبي سفيان الأمة بترشيح ابنه يزيد للخلافة، وقد بدأ بأخذ البيعة له في حياته لم يعارضه إلا أهل الحجاز، وتركّزت المعارضة في الحسين بن علي، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير. وعندما توفّي معاوية بن أبي سفيان سنة 60هـ، وخلفه ابنه يزيد بعث إلى واليه بالمدينة لأخذ البيعة من الحسين، الذي رفض أن يبايع يزيد كما رفض -من قبل- تعيينه وليا للعهد في خلافة أبيه معاوية، وغادر من المدينة إلى مكة لحج بيت الله الحرام، فأرسل إليه يزيد بأنّه سيقتله إن لم يبايع حتى ولو كان متعلّقا بأستار الكعبة.

فاضطر الحسين لقطع حجّته وتحويلها إلى عمرة فقط وخرج ومعه أهل بيته وأكثر إخوته وأطفاله من مكة قاصدا الكوفة، بعدما أرسل له الآلاف من أهلها الرسائل بأن أقدِم فليس لنا والٍ عادل، وإنّا بحاجة إلى إمام نأتمّ به.

تجمّع أهل الكوفة في بيت زعيمهم سليمان بن الصرد، واتفقوا على أن يحثوه على القدوم ببعث الرسائل حتى بلغت 12 ألف رسالة. وهنا اعتزم الإمام الحسين رضي الله عنه أن يخرج إلى الكوفة، بعد أن مكث في مكة المكرمة أربعة أشهر.

طلبوا منه الخروج إليهم لنصرتهم ومبايعته، ثم خذله من خذله وتركه وتقاعس عن الوقوف في جانبه من تقاعس.. وحوصر عدد من أتباعه من أهل الكوفة، ليبقى الحسين وآل بيته ونفر من أنصاره وحدهم أمام جيش كبير من أنصار يزيد..

عندما أصبحت المواجهة بين أنصار الحسين وأنصار البغي والعدوان وشيكة، طلب الحسين من أنصاره أن يعودوا لديارهم وأسرهم، فلا يقتلون ولا يشرّد أهلهم، وهنا وقف أنصار الحسين ليعلنوا أن لا والله لا يكون أبدا، بل وطلبوا منه ما هو أكبر من ذلك فقالوا: "إنا نستحي من الله أن نعود وقد نجونا بأرواحنا، وتركنا أبناء رسول الله يُقتلون أمامنا، وإنا نقسم عليك ألا تحرمنا من أن ندخل الجنة اليوم مع جدكم معكم".. فبكى الأمام الحسين الذي يرى مظهر الولاء أما مظهر الجحود، وقال لفتيان بني هاشم: "لا عليكم أن تركتم لهم الصفّ الأول هذا اليوم".

ولما وقف الإمام بين الصفين نظر نظرة إلى من خانوا عهد الله ورسوله وهم مدججون بأسلحتهم ينظرون بأعين قد امتلأت حنقا وغيظا وغلا وبغضا، فسالت دمعته، وفاضت ولمحته السيدة زينب فدعته فقالت: "حسين" فقال: "لبيك يا أختاه"، قالت: "ما الذي أراه على وجهك أتجزع من الموت؟ إنك تقدم على أخيك الحسن وعلى أبيك علي وعلى أمك الزهراء وعلى جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم" بأبي أنتي وأمي لله درك ومن رباك. إنه علي ابن أبي طالب، فالتفت إليها أبو عبد الله وقال لها: "إليكِ عنه فليس الحسين بالذي من الموت يجزع" فقالت: فما الحزن الذي أراه عليه وبالدمع الذي أراه في عينيك؟ فقال لها: "إني نظرت إلى القوم فوجدتهم يدخلون النار بقتلهم إيانا بدون وجه حق".

فما معنى الكلام؟ معنى الكلام أنه يريد حياتهم ويريدون موته.. ثم قال: "نظرت إليهم، فوجدت أنهم يدخلون النار بقتلهم لنا دون وجه حق، ووددت أن لو يدخلوا الجنة"..

واصطفت الصفوف، وبدأت المعركة، وخاض الحسين رحاها، وبدأ الأعداء يتخللون الصفوف إلى الإمام، وبدأت سيوفهم تنال من ذلك الجسد الطاهر، فالتفت فتيان بني هاشم والأنصار معهم، وتنادوا أن قاتلوا بين يدي سيدكم ولا تدعوه للأعداء عرضة يأخذونه..

فأقبل كل واحد منهم واحد بعد الآخر يستأذن الإمام الحسين في أن يقاتل بين يديه، فكان الحسين يأذن له فكان أول من استأذنه من أهل بيته ابنه عليّ الأكبر فقال: "ائذن لي يا أبتاه، فقال الحسين: دونك يا بني، فقام وهو يرتجل الشعر في هذا الموقف فقال:

أنا علي بن الحسين بن علي

نحن وبيت الله أولى بالنبي

لا يحكم فينا الدعيّ ابن الدعي

سترون اليوم سِتْري عن أبي

وقاتل حتى لقي الله شهيدا، فنظر أبو عبد الله وهو ابن بنت الرحمة المهداة إلى ولده، ودمه قد سفك على الأرض، فقبّل ولده، وقال: اللهم فاشهد اللهم فاشهد.

وتوالى الرجال بين يدي سيدهم واحد تلو الآخر، وكان من بينهم رجل كان خادما للإمام الحسين فاقترب من الإمام الحسين، وقال: يا أبا عبد الله ائذن لي أن أقاتل بين يديك. فقال لا عليك، إنما صاحبتنا على العافية؛ فقد جئت تأكل وتشرب وتخدم معنا، والقوم لن يقصدوك فارجع إلى أهلك سالما، فبكى الرجل الذي ذاق من كئوس أهل البيت ذوق الولاء، وقال: يا أبا عبد الله لقد تركتموني ألعق قصاعكم فضلة طعامكم، فلا تحرموني اليوم أن أدخل الجنة على جدكم معكم، أقسمت عليك بحق جدك إلا ما أذنت لي فأذن له..ثم قُتِل بين يدي سيده وسترونه يوم القيامة كيف يبدو".

واحتدم القتال وكان من أبناء سيدنا الحسن الذين شاركوا في المعركة مع عمهم شابا فتى يافعا في الرابعة عشره من عمره كان من أشبه أبناء أل البيت وفتيانهم وجها برسول الله، فقد كان وجهه كأنه فلقة قمر أقبل واستل السيف يقاتل فانقطع شسع نعله (رباط نعله) في المعركة، فأنكبّ على شسع النعل يصلحه، فجاء أشقى القوم وضربه على يافوخه -رأسه- بالسيف فخر على الأرض وهو يقول وا عمّاه، وكان الإمام قد اكتُنِف وأحيط بمجموعة من الأعداء يقاتلهم وحده، فلما فرغ منهم أسرع إلى ابن أخيه قالوا: فوجده على الأرض والدم يسيل من رأسه، وقدماه تفحصان على الأرض فأخذ رأسه ووضعها على فخذه وقبّله، وقال الحسين:

بأبي أنت، يعزّ على عمك أن تناديه يا عماه فلا يجيبك ولكن موعدنا الحوض عند جدك محمد صلى الله عليه وسلم".

واشتدّت المعركة وقتل من كان من الأنصار معهم وقتل من كان من آل البيت، وبقي الإمام وعدد من بقي معه وفيهم "العباس بن علي" حامل رايه أخيه لأبيه في المعركة، فكان يكرّ في الصفوف حتى يصل إلى النهر ويرجع، وكان الإمام يسمع مثل ذلك، وكانت في خيمة النساء السيدة سكينة بنت الإمام الحسين -أمها الرباب من أحب زوجات الإمام إلى الإمام- وكانت السيدة سكينة قد جمع الله لها بين العلم والأدب والورع والذكر والإقبال على الله، ولا يستغرب الشيء إذا جاء من معدنه، وكانت أحب بنات أبيها إلى قلب أبيها، وأكثرهن دلالا عليه، وكان إذا كرّ في الصفوف عاد فارّا ليتفقد النساء في خيامهن فكانت إذا سمعت صهيل خيل الإمام الحسين تخرج إلى خارج الخيمة تُطمئن أباها على النساء اللاتي في الخيمة.

وقُتِل العباس بن علي، وقُتِل أبناء السيدة زينب الذين كانوا في المعركة وقتل أبناء الحسين واحدا تلو الآخر ما خلا الإمام علي زين العابدين، الذي كان مريضا في خيمة عمته السيدة زينب، وكان هناك رضيعا وهو عبد الله بن الحسين يصيح من شدة العطش، فرفعه الإمام الحسين، وقال: يا قوم اتقوا الله في هذا الرضيع، وناولونا شربة ماء حتى نسقيه، فأخذ أحد الأشقياء سهما ورمى به الرضيع، فأصابه في عنقه، فاختلط دمه بيد أبيه، فنظر الإمام الحسين وقد امتلأت يده من دم ولده الرضيع، فرفع يديه إلى السماء وقال: اللهم اشهد، والتفت إلى الذي منع رضيعه الماء، وقال: أظمأك الله أظمأك الله، فصاح الرجل من ساعته: اسقوني اسقوني، فكان يشرب الماء فلا يزداد إلا ظمأ وعطشا، حتى كان يشرب القربة من الماء فلا يُروَى له عطش، فانفجرت بطنه ومات من ذلك المرض.

ولما بقي الإمام وحده يقاتل وقد أنهكه القتال من الصبح إلى العصر، التفت علي بن الحسين نحو الخيمة التي كان فيها، فرأى أباه وحيدا وإخوانه وأبناء عمومته وأنصارهم مقتولين ومجندلين على الأرض، فقال للسيدة زينب: يا عمة.. فقالت: بأبي أنت وأمي مالك يا علي.. فقال: ناوليني السيف والعصا.. فقالت: السيف تقاتل به، فما لك وللعصا؟ فقال: السيف أقاتل به والعصا أتكئ عليها؛ فإني لا أكاد أستقيم واقفا من المرض.

وخرج الإمام علي زين العابدين الذي لم يجاوز العشرين (في خلاف بين العلماء على سِنه) في ذلك اليوم، وأخذ يسحب قدميه إلى خارج الخيمة وهو لا يكاد يحمل سيفه بيده، فالتفت أبو عبد الله، وما رآه حتى قال: يا زينب ردي عليّ حتى لا ينقطع نسلنا من على الأرض.

الزوار

free counters

بحث هذه المدونة الإلكترونية