التفسير
قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم}. أي أيها المؤمنون هل أرشدكم إلى تجارة رابحة في الدنيا والآخرة فيها نجاتكم. ثم فسر هذه التجارة العظيمة التي لا تبور بقوله تعالى: {تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} أي أن الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس خير من تجارة الدنيا وأربح.
قوله تعالى: {يغفر لكم ذنوبكم} أي إن فعلتم ما أمرتكم به. ودللتكم عليه غفرت لكم الزلات وأدخلتم الجنات والمساكن الطيبات والدرجات العاليات.
ولهذا قال تعالى: {ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم}.
قوله تعالى: {وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين} أي ولكم على ذلك زيادة تحبونها إذا قاتلتم في سبيلي ونصرتم ديني أتكفل بنصركم وأفتح عليكم فتحا عاجلا فهذه الزيادة هي خير الدنيا موصول بنعيم الآخرة لمن أطاع الله ورسوله ونصر الله ودينه ولهذا قال تعالى: {وبشر المؤمنين}.
ما ترشد إليه الآيات:
ترشدنا هذه الآيات الكريمة إلى:
1-
أن أربح التجارة وأعظمها هي الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس.
2-
أن الإيمان بالله ورسوله أساس قبول الأعمال عند الله.
3-
أن الجهاد في سبيل الله يترتب عليه نتائج عظيمة في الدنيا والآخرة.
أ-
ففي الآخرة:
1- النجاة من العذاب الأليم.
2- مغفرة الذنوب.
3- دخول جنات تجري من تحتها الأنهار.
4- دخولُ مساكنَ طيبةٍ في جناتِ إقامةٍ دائمة.
ب-
وأما في الدنيا فالنصر من الله الفتح العاجل {وأخرى تحبونها}.