فتح مكة
غزوة بدر
غزوة خيبر
غزوة أحد
غزوة مؤتة
غزوة الخندق(الأحزاب)
غزوة حنين
غزوة تبوك
اسمع القرأن
win
الأحد، 15 فبراير 2009
ابوبكر الصديق
أبو بكر الصديق أحد العشرة المبشرين بالجنةهو عبد الله بن أبي قحافة، من قبيلة قريش، ولد بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاث سنيـن ، أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية بنت عم أبيه ، كان يعمل بالتجارة ومـن أغنياء مكـة المعروفين ، وكان أنسب قريشاً لقريش وأعلم قريـش بها وبما كان فيها من خير وشـر وكان ذا خلق ومعروف يأتونه الرجال ويألفونـه اعتنـق الاسلام دون تردد فهو أول من أسلم من الرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين اللـه فاستجاب له عدد من قريش من بينهم عثمـان بن عفـان ، والزبيـر بن العـوام ، وعبدالرحمـن بن عـوف ، والأرقـم ابن أبي الأرقـم000
إسلامه لقي أبو بكر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا ، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا ؟!)000فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- إني رسول الله يا أبا بكر ، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته ، وأدعوك الى الله بالحق ، فوالله إنه للحق أدعوك الى الله يا أبا بكر ، وحده لا شريك له ، ولا نعبد غيره ، والموالاة على طاعته أهل طاعته )000وقرأ عليه القرآن فلم ينكر ، فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد ، وأقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدّق000يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه )000
أول خطيب عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً ، ألح أبو بكر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول يا أبا بكر إنّا قليل )000فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد ، وكل رجل معه ، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس ، وكان أول خطيب دعا الى الله عزّ وجل والى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوهم ضربا شديدا ، ووُطىءَ أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ، وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه ، وجاء بنو تيم تتعادى ، فأجلوا المشركين عن أبي بكر ، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في موته ، ورجعوا بيوتهم و قالوا والله لئن مات أبو بكـر لنقتلـن عُتبة )000ورجعوا الى أبي بكر وأخذوا يكلمونـه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال ما فعـل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)000فنالوه بألسنتهم وقاموا000
أم الخير ولمّا خلت أم الخير ( والـدة أبي بكر ) به جعـل يقول ما فعل رسول الله -صلـى اللـه عليه وسلم-؟)000قالت والله ما لي علم بصاحبك )000قال فاذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه )000فخرجت حتى جاءت أم جميل ، فقالت إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله ؟)000قالت ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله وإن تحبي أن أمضي معك الى ابنك فعلت ؟)000قالت نعم )000فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا ، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت إنّ قوما نالوا منك هذا لأهل فسق ؟! وإنّي لأرجو أن ينتقـم اللـه لك )000قال فما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)000 قالت هذه أمك تسمع ؟)000قال فلا عين عليك منها )000قالت سالم صالح )000قال فأين هو ؟)000قالت في دار الأرقم )000قال فإن لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )000فأمهَلَتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانكب عليه يقبله وانكبّ عليه المسلمون ورقّ رسول الله فقال أبو بكر بأبي أنت وأمي ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي ، وهذه أمي بَرّة بوالديها ، وأنت مبارك فادعها الى الله ، وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار )000فدعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم دعاها الى الله عزّ وجل ، فأسلمت فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراً ، وكان حمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد أسلم000
جهاده بماله أنفق أبوبكر معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس فنزل فيه قوله تعالى :"( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ")000
منزلته من الرسول كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس الى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه ان من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله أبوبكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الاسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر )000 كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة ، وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )000وأنه صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار )000 كما أن أبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيـم الإفتخـار بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومصاهرته له وفي ذلك يقول والذي نفسي بيـده لقرابة رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبُّ إليّ من أن أصل قرابتي )000
العشرة المبشرون بالجنه
أبو بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة بن عامر التَيْمي القرشي.
عمر بن الخطاب بن نُفيل العَدَوِي القرشي.
عثمان بن عفان بن أبي العاص الأُمَوِي القرشي.
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي.
الزبير بن العوام بن خُوَيْلِد الأَسَدِي القرشي.
طلحـة بن عبيد الله بن عثمان التَيْمِي القرشي.
عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزُهْرِي القرشي.
سعد بن أبي وقاص بن وُهَيْب الزُ هري القرشي.
أبوعبيدة بن الجراح عامر بن عبد الله بن الجرّاح الحارثي القرشي.
سعيد بن زيد بن عمرو العَدَوِي القرشي
عمر بن الخطاب بن نُفيل العَدَوِي القرشي.
عثمان بن عفان بن أبي العاص الأُمَوِي القرشي.
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي.
الزبير بن العوام بن خُوَيْلِد الأَسَدِي القرشي.
طلحـة بن عبيد الله بن عثمان التَيْمِي القرشي.
عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزُهْرِي القرشي.
سعد بن أبي وقاص بن وُهَيْب الزُ هري القرشي.
أبوعبيدة بن الجراح عامر بن عبد الله بن الجرّاح الحارثي القرشي.
سعيد بن زيد بن عمرو العَدَوِي القرشي
الصحابى عكرمه
عكرمة بن عمرو هو عكرمة بن عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، ويكنى بأبي عثمان، وأمه هي أم مجالد إحدى نساء بني هلال بن عامر وأبوه (أبي جهل) عمرو بن هشام وكنيته أبو الحكم والذي كناه بأبي جهل عمه الوليد بن المغيرة وذلك لكثرة غضبه واشتهر بهذه الكنية، ونسي اسمه وكنيته بين الناس وأصبح لايعرف إلا بأبي جهل.
تبدأ رحلة عكرمة عندما نشأ في أحضان هذا الأب الكافر الذي أخذ على نفسه العهد بعداوة رسول الله فوجد عكرمة نفسه مدفوعاً إلى عداوة النبي ومحاربته طاعة لأبيه الذي كان يعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة. لقد كان أبو جهل والد عكرمة جبار مكة الأكبر وزعيم الشرك الأول وصاحب النكال الذي امتحن الله ببطشه إيمان المؤمنين فثبتوا واختبر بكيده صدق المؤمنين فصدقوا إنه أبو جهل وكفى
معركة بدر
لما قاد أبوه معركة الشرك يوم بدر وأقسم باللات والعزى ألا يعود إلى مكة إلا إذا نزل ببدر فيقيم عليها ثلاثاً ينحر الجذور ويشرب الخمور وتعزف له القيان بالمعازف، فكانت المعركة فقاد أبو جهل هذه المعركة وكان ابنه عكرمة عضده الذي يعتمد عليه ويده التي يبطش بها ولكن اللات والعزى لم يلبيا نداء أبي جهل لأنهما لايسمعان ولم ينصراه في معركته لأنهما عاجزان، فخر أبوجهل صريعاً دون بدر ورآه ابنه عكرمة بعينيه ورماح المسلمين تنهل من دمه وسمعه بأذنيه وهو يطلق آخر صرخة انفرجت عنها شفتاه. عاد عكرمة إلى مكة بعد أن خلف جثة سيد قريش في بدر فقد أعجزته الهزيمة عن أن يظفر بها ليدفنها في مكة وأرغمه الفرار على تركها للمسلمين فألقوها في القليب (بئر ألقيت فيها جثث المشركين من قتلى بدر) مع العشرات من قتلى المشركين وأهالوا عليها الرمال. وبعد أن ألقى المسلمون قتلة المشركين في القليب ناداهم النبى صلى الله عليه وسلم وقال : ياأبو جهل ابن هشام ياعتبة بن ربيعة ياشيبة ابن ربيعة ياعقبة ابن أبى معيط يانضر بن الحارث وبدأ يسميهم واحدا واحدا وقال لهم هل وجدتم ماوعدكم ربكم حقا فإنى وجدت ماوعدنى ربى حقــا . وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه واقفا بجوار النبى صلى الله عليه وسلم وقال : يارسول الله كيف يسمعوك وقد جيفــوا ؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ياعمر ماأنت بأسمع لى منهم ( أى هم يسمعونى أحسن منك ولكن لا يجيبون )
[عدل] يوم أحد
خرج عكرمة بن أبي جهل إلى أحد وأخرج معه زوجه أم حكيم لتقف مع النسوة الموتورات في بدر وراء الصفوف وتضرب معهن على الدفوف تحريضاً لقريش على القتال وتثبيتاً لفرسانها إذا حدثتهم أنفسهم بالفرار فكان على ميمنة فرسان قريش خالد بن الوليد وعلى ميسرتهم عكرمة بن أبي جهل.
[عدل] يوم الخندق
في يوم الخندق حاصر المشركون المدينة أياماً طوالاً فنفد صبر عكرمة بن أبي جهل وضاق ذرعاً بالحصار فنظر إلى مكان ضيق من الخندق وأقحم جواده فيه فاجتازه ثم اجتازه وراءه بضعة فرسان في مغامرة جريئة ذهب ضحيتها عمرو بن فراره .
[عدل] فتح مكة
وجاء موعود الله الذي وعده رسوله في كتابه: "لقد صدق الله رسوله الرؤيا"، فكان يوم الفتح فرأت قريش ألا قبل لها بقتال محمد وأصحابه، فأذعنت أي قررت على أن تخلي له السبيل إلى مكة لكن عكرمة ونفر معه خرجوا على الإجماع القرشي فتصدوا للجيش الإسلامي المحمدي الكبير فهزمهم القائد المسلم خالد بن الوليد في معركة صغيرة قتل فيها من قتل ولاذ بالفرار من أمكنه.
[عدل] الفار من الله إلى الله
كما هو معهود في خلق الرسول الذي ذكر القرآن في حقه: "بالمؤمنين رؤوف رحيم"، فقد عفا النبي عما سلف من قريش تجاهه لما قال لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، لكنه استثنى منهم نفراً سماهم وأمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة وكان في طليعة هؤلاء النفر عكرمة بن أبي جهل لذا تسلل متخفياً من مكة ويمم وجهه شطر اليمن إذ لم يكن له ملاذ إلا هناك، عند ذلك مضت أم حكيم زوج عكرمة وهند بنت عتبة زوج أبي سفيان وأم معاوية إلى منزل الرسول ومعهما عشرة نسوة ليبايعن النبي فدخلن عليه وعنده اثنتان من أزواجه وابنته فاطمة فتكلمت هند وهي منتقبة وقالت: "يارسول الله إني امرأة مؤمنة مصدقة ثم كشفت عن وجهها وقالت: أنا هند بنت عتبة"، فقال لها رسول : "مرحباً بك"، فقالت: والله يارسول الله ما كان على وجه الأرض بيت أحب إلي أن يذل من بيتك ولقد أصبحت ومات على وجه الأرض بيت أحب إلي أن يعز من بيتك ثم أسلمت أم حكيم زوج عكرمة وقالت: يارسول الله قد هرب منك عكرمة إلى اليمن خوفاً من أن تقتله فأمنه أمنك الله، فقال : هو آمن.
فخرجت من ساعتها في طلبه ومعها غلام لها رومى فلما أوغلا في الطريق روادها الغلام عن نفسه فجعلت تمنيه وتماطله حتى قدمت على حي من العرب فاستعانتهم عليه فأوثقوه عندهم ومضت هي إلى سبيلها حتى أدركت عكرمة عند ساحل البحر في منطقة تهامة فوجدته وهو يساهم نوتياً (بحاراً) مسلماً على نقله والنوتي يقول اخلص حتى أنقلك قل أشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فقال عكرمة: ماهربت إلا من هذا، وفي رواية أبي داود والنسائي من حديث سعد بن أبي وقاص أن عكرمة لما فر وركب البحر فأصاب السفينة عاصف فقال أصحاب السفينة اخلصوا فإن آلهتكم لاتغني عنكم هاهنا شيئاً فقال عكرمة: والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص لاينجني في البر غيره اللهم إن لك علي عهداً إن عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمداً حتى أضع يدي في يده فلا أجدنه إلا عفواً كريماً قال: فجاء أسلم.
ثم أدركته زوجه فقالت: يا ابن عم قد جئتك من عند أوصل الناس وأبر الناس وخير الناس من عند محمد بن عبدالله وقد استأمنت لك فأمنك فلا تهلك نفسك فقال: أنت كلمته؟ قالت: نعم فأمنك، ومازالت تطمئنه حتى عاد معها ثم حدثته حديث غلامها الرومي فمر به وقتله قبل أن يسلم، وفيما هما في منزل نزلا به في الطريق أراد عكرمة أن يخلو بزوجه فأبت ذلك أشد الإباء وقالت: إني مسلمة وأنت مشرك، فتملكه العجب وقال: إن أمراً يحول دونك ودون الخلوة بي لأمر كبير.
فلما دنا عكرمة من مكة قال الرسول لأصحابه: "سيأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمناً مهاجراً فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت"، وماهو إلا قليل حتى وصل عكرمة وزوجه إلى حيث يجلس الرسول فلما رآه النبي وثب من غير رداء فرحاً به وقال: "مرحباً بالراكب المهاجر"، ولما جلس رسول الله وقف عكرمة بين يديه وقال: يامحمد إن أم حكيم أخبرتني أنك أمنتني فقال : صدق فأنت آمن، فقال عكرمة: إلا تدعو يامحمد؟ قال: أدعوك إلى أ ن تشهد أن لاإله إلاالله وأني رسول الله، وأن تقيم الصلاة وأن تؤتي الزكاة، حتى عد أركان الإسلام كلها، فقال عكرمة: والله مادعوت إلا إلى الحق وماأمرت إلا بخير ثم بسط يده وقال إني أشهد أن لاإله إلاالله وأشهد أنك عبده ورسوله، ثم قال يارسول الله علمني خير شيء أقوله، فقال: تقول أشهد أن لاإله إلاالله وأن محمداً رسول الله، ثم قال عكرمة: ثم ماذا، قال : تقول أشهد الله وأشهد من حضرني أني مسلم.
[عدل] جهاده
ولعكرمة في قتال المرتدين أثر عظيم فقد استعمله أبو بكر رضي الله عته على جيش وسيره إلى أهل عمان وكانوا ارتدوا وظهر عليهم عكرمة ، ثم وجهه أبو بكر أيضاً إلى اليمن فلما فرغ من قتال أهل الردة سار إلى الشام مجاهداً أيام أبي بكر مع جيوش المسلمين، فلما عسكروا بالجرف على ميلين من المدينة واستقبله أبو بكر وسلم عليه وعرض عليه المعونة فقال لاحاجة لي فيها فدع له بخير وسار إلى الشام .
[عدل] يوم اليرموك
وفي يوم اليرموك أقبل عكرمة على القتال إقبال الظامئ على الماء البارد في اليوم القائظ شديد الحر، ولما اشتد الكرب على المسلمين في أحد المواقف نزل من على جواده وكسر غمد سيفه وأوغل في صفوف الروم فبادر إليه خالد بن الوليد وقال لاتفعل يا عكرمة فإن قتلك سيكون شديداً على المسلمين فقال إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع رسول الله سابقة أما أنا وأبي فقد كنا من أشد الناس على رسول الله فدعني أكفر عما سلف مني ثم قال لقد قاتلت رسول الله في مواطن كثيرة وأفر من الروم اليوم إن هذا لن يكون أبداً، ثم نادى في المسلمين من يبايع على الموت؟ فبايعه عمه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في أربعمائة من المسلمين، فقاتلوا دون فسطاط خالد (أي مكان قيادة الجيش) أشد القتال وذادوا عنه أكرم الذود حتى أثخنوا جميعاً جراحاً، وأوتي خالد بعكرمة جريحاً فوضع رأسه على فخذه فجعل يمسح على وجهه ويقطر الماء في حلقه، ولقد أصيب عكرمة والحارث فدعا الحارث بماء ليشربه فلما قدم له نظر إليه عكرمة فقال ادفعوه إليه فلما قربوه منه نظر إليه عباس وكان قد أصيب معهم فقال ادفعوه إليه فلما دنوا من عباس وجدوه قد قضى نحبه.
[عدل] وحان وقت الرحيل
كان في قتال الأعداء جاداً بنفسه حتى قيل له ارفق بنفسك، فقال: كنت جاهد بنفسي عن اللات والعزى فأبذلها لها افأستبقيها الآن عن الله ورسوله؟ لاوالله أبداً. قالوا: فلم يزد إلا إقداماً حتى قتل رحمه الله، وكان استشهاده في يوم اليرموك وقيل بأجنادين وقيل الصفر وكان ذلك في خلافة أبي بكر ولقد وجدوا فيه بضعاً وسبعين من بين ضربة وطعنة ورمية.
لقد بر عكرمة بما قطعه للرسول من عهد فما خاض المسلمون معركة بعد إسلامه إلا وخاضها معهم ولا خرجوا في بعث إلا كان في طليعتهم.
لما أسلم كان المسلمون يقولون هذا ابن عدو الله أبي جهل فساءه ذلك فشكى إلى رسول الله فقال النبي لأصحابه "لاتسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي" ونهاهم أن يقولوا عكرمة
تبدأ رحلة عكرمة عندما نشأ في أحضان هذا الأب الكافر الذي أخذ على نفسه العهد بعداوة رسول الله فوجد عكرمة نفسه مدفوعاً إلى عداوة النبي ومحاربته طاعة لأبيه الذي كان يعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة. لقد كان أبو جهل والد عكرمة جبار مكة الأكبر وزعيم الشرك الأول وصاحب النكال الذي امتحن الله ببطشه إيمان المؤمنين فثبتوا واختبر بكيده صدق المؤمنين فصدقوا إنه أبو جهل وكفى
معركة بدر
لما قاد أبوه معركة الشرك يوم بدر وأقسم باللات والعزى ألا يعود إلى مكة إلا إذا نزل ببدر فيقيم عليها ثلاثاً ينحر الجذور ويشرب الخمور وتعزف له القيان بالمعازف، فكانت المعركة فقاد أبو جهل هذه المعركة وكان ابنه عكرمة عضده الذي يعتمد عليه ويده التي يبطش بها ولكن اللات والعزى لم يلبيا نداء أبي جهل لأنهما لايسمعان ولم ينصراه في معركته لأنهما عاجزان، فخر أبوجهل صريعاً دون بدر ورآه ابنه عكرمة بعينيه ورماح المسلمين تنهل من دمه وسمعه بأذنيه وهو يطلق آخر صرخة انفرجت عنها شفتاه. عاد عكرمة إلى مكة بعد أن خلف جثة سيد قريش في بدر فقد أعجزته الهزيمة عن أن يظفر بها ليدفنها في مكة وأرغمه الفرار على تركها للمسلمين فألقوها في القليب (بئر ألقيت فيها جثث المشركين من قتلى بدر) مع العشرات من قتلى المشركين وأهالوا عليها الرمال. وبعد أن ألقى المسلمون قتلة المشركين في القليب ناداهم النبى صلى الله عليه وسلم وقال : ياأبو جهل ابن هشام ياعتبة بن ربيعة ياشيبة ابن ربيعة ياعقبة ابن أبى معيط يانضر بن الحارث وبدأ يسميهم واحدا واحدا وقال لهم هل وجدتم ماوعدكم ربكم حقا فإنى وجدت ماوعدنى ربى حقــا . وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه واقفا بجوار النبى صلى الله عليه وسلم وقال : يارسول الله كيف يسمعوك وقد جيفــوا ؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ياعمر ماأنت بأسمع لى منهم ( أى هم يسمعونى أحسن منك ولكن لا يجيبون )
[عدل] يوم أحد
خرج عكرمة بن أبي جهل إلى أحد وأخرج معه زوجه أم حكيم لتقف مع النسوة الموتورات في بدر وراء الصفوف وتضرب معهن على الدفوف تحريضاً لقريش على القتال وتثبيتاً لفرسانها إذا حدثتهم أنفسهم بالفرار فكان على ميمنة فرسان قريش خالد بن الوليد وعلى ميسرتهم عكرمة بن أبي جهل.
[عدل] يوم الخندق
في يوم الخندق حاصر المشركون المدينة أياماً طوالاً فنفد صبر عكرمة بن أبي جهل وضاق ذرعاً بالحصار فنظر إلى مكان ضيق من الخندق وأقحم جواده فيه فاجتازه ثم اجتازه وراءه بضعة فرسان في مغامرة جريئة ذهب ضحيتها عمرو بن فراره .
[عدل] فتح مكة
وجاء موعود الله الذي وعده رسوله في كتابه: "لقد صدق الله رسوله الرؤيا"، فكان يوم الفتح فرأت قريش ألا قبل لها بقتال محمد وأصحابه، فأذعنت أي قررت على أن تخلي له السبيل إلى مكة لكن عكرمة ونفر معه خرجوا على الإجماع القرشي فتصدوا للجيش الإسلامي المحمدي الكبير فهزمهم القائد المسلم خالد بن الوليد في معركة صغيرة قتل فيها من قتل ولاذ بالفرار من أمكنه.
[عدل] الفار من الله إلى الله
كما هو معهود في خلق الرسول الذي ذكر القرآن في حقه: "بالمؤمنين رؤوف رحيم"، فقد عفا النبي عما سلف من قريش تجاهه لما قال لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، لكنه استثنى منهم نفراً سماهم وأمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة وكان في طليعة هؤلاء النفر عكرمة بن أبي جهل لذا تسلل متخفياً من مكة ويمم وجهه شطر اليمن إذ لم يكن له ملاذ إلا هناك، عند ذلك مضت أم حكيم زوج عكرمة وهند بنت عتبة زوج أبي سفيان وأم معاوية إلى منزل الرسول ومعهما عشرة نسوة ليبايعن النبي فدخلن عليه وعنده اثنتان من أزواجه وابنته فاطمة فتكلمت هند وهي منتقبة وقالت: "يارسول الله إني امرأة مؤمنة مصدقة ثم كشفت عن وجهها وقالت: أنا هند بنت عتبة"، فقال لها رسول : "مرحباً بك"، فقالت: والله يارسول الله ما كان على وجه الأرض بيت أحب إلي أن يذل من بيتك ولقد أصبحت ومات على وجه الأرض بيت أحب إلي أن يعز من بيتك ثم أسلمت أم حكيم زوج عكرمة وقالت: يارسول الله قد هرب منك عكرمة إلى اليمن خوفاً من أن تقتله فأمنه أمنك الله، فقال : هو آمن.
فخرجت من ساعتها في طلبه ومعها غلام لها رومى فلما أوغلا في الطريق روادها الغلام عن نفسه فجعلت تمنيه وتماطله حتى قدمت على حي من العرب فاستعانتهم عليه فأوثقوه عندهم ومضت هي إلى سبيلها حتى أدركت عكرمة عند ساحل البحر في منطقة تهامة فوجدته وهو يساهم نوتياً (بحاراً) مسلماً على نقله والنوتي يقول اخلص حتى أنقلك قل أشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فقال عكرمة: ماهربت إلا من هذا، وفي رواية أبي داود والنسائي من حديث سعد بن أبي وقاص أن عكرمة لما فر وركب البحر فأصاب السفينة عاصف فقال أصحاب السفينة اخلصوا فإن آلهتكم لاتغني عنكم هاهنا شيئاً فقال عكرمة: والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص لاينجني في البر غيره اللهم إن لك علي عهداً إن عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمداً حتى أضع يدي في يده فلا أجدنه إلا عفواً كريماً قال: فجاء أسلم.
ثم أدركته زوجه فقالت: يا ابن عم قد جئتك من عند أوصل الناس وأبر الناس وخير الناس من عند محمد بن عبدالله وقد استأمنت لك فأمنك فلا تهلك نفسك فقال: أنت كلمته؟ قالت: نعم فأمنك، ومازالت تطمئنه حتى عاد معها ثم حدثته حديث غلامها الرومي فمر به وقتله قبل أن يسلم، وفيما هما في منزل نزلا به في الطريق أراد عكرمة أن يخلو بزوجه فأبت ذلك أشد الإباء وقالت: إني مسلمة وأنت مشرك، فتملكه العجب وقال: إن أمراً يحول دونك ودون الخلوة بي لأمر كبير.
فلما دنا عكرمة من مكة قال الرسول لأصحابه: "سيأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمناً مهاجراً فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت"، وماهو إلا قليل حتى وصل عكرمة وزوجه إلى حيث يجلس الرسول فلما رآه النبي وثب من غير رداء فرحاً به وقال: "مرحباً بالراكب المهاجر"، ولما جلس رسول الله وقف عكرمة بين يديه وقال: يامحمد إن أم حكيم أخبرتني أنك أمنتني فقال : صدق فأنت آمن، فقال عكرمة: إلا تدعو يامحمد؟ قال: أدعوك إلى أ ن تشهد أن لاإله إلاالله وأني رسول الله، وأن تقيم الصلاة وأن تؤتي الزكاة، حتى عد أركان الإسلام كلها، فقال عكرمة: والله مادعوت إلا إلى الحق وماأمرت إلا بخير ثم بسط يده وقال إني أشهد أن لاإله إلاالله وأشهد أنك عبده ورسوله، ثم قال يارسول الله علمني خير شيء أقوله، فقال: تقول أشهد أن لاإله إلاالله وأن محمداً رسول الله، ثم قال عكرمة: ثم ماذا، قال : تقول أشهد الله وأشهد من حضرني أني مسلم.
[عدل] جهاده
ولعكرمة في قتال المرتدين أثر عظيم فقد استعمله أبو بكر رضي الله عته على جيش وسيره إلى أهل عمان وكانوا ارتدوا وظهر عليهم عكرمة ، ثم وجهه أبو بكر أيضاً إلى اليمن فلما فرغ من قتال أهل الردة سار إلى الشام مجاهداً أيام أبي بكر مع جيوش المسلمين، فلما عسكروا بالجرف على ميلين من المدينة واستقبله أبو بكر وسلم عليه وعرض عليه المعونة فقال لاحاجة لي فيها فدع له بخير وسار إلى الشام .
[عدل] يوم اليرموك
وفي يوم اليرموك أقبل عكرمة على القتال إقبال الظامئ على الماء البارد في اليوم القائظ شديد الحر، ولما اشتد الكرب على المسلمين في أحد المواقف نزل من على جواده وكسر غمد سيفه وأوغل في صفوف الروم فبادر إليه خالد بن الوليد وقال لاتفعل يا عكرمة فإن قتلك سيكون شديداً على المسلمين فقال إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع رسول الله سابقة أما أنا وأبي فقد كنا من أشد الناس على رسول الله فدعني أكفر عما سلف مني ثم قال لقد قاتلت رسول الله في مواطن كثيرة وأفر من الروم اليوم إن هذا لن يكون أبداً، ثم نادى في المسلمين من يبايع على الموت؟ فبايعه عمه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في أربعمائة من المسلمين، فقاتلوا دون فسطاط خالد (أي مكان قيادة الجيش) أشد القتال وذادوا عنه أكرم الذود حتى أثخنوا جميعاً جراحاً، وأوتي خالد بعكرمة جريحاً فوضع رأسه على فخذه فجعل يمسح على وجهه ويقطر الماء في حلقه، ولقد أصيب عكرمة والحارث فدعا الحارث بماء ليشربه فلما قدم له نظر إليه عكرمة فقال ادفعوه إليه فلما قربوه منه نظر إليه عباس وكان قد أصيب معهم فقال ادفعوه إليه فلما دنوا من عباس وجدوه قد قضى نحبه.
[عدل] وحان وقت الرحيل
كان في قتال الأعداء جاداً بنفسه حتى قيل له ارفق بنفسك، فقال: كنت جاهد بنفسي عن اللات والعزى فأبذلها لها افأستبقيها الآن عن الله ورسوله؟ لاوالله أبداً. قالوا: فلم يزد إلا إقداماً حتى قتل رحمه الله، وكان استشهاده في يوم اليرموك وقيل بأجنادين وقيل الصفر وكان ذلك في خلافة أبي بكر ولقد وجدوا فيه بضعاً وسبعين من بين ضربة وطعنة ورمية.
لقد بر عكرمة بما قطعه للرسول من عهد فما خاض المسلمون معركة بعد إسلامه إلا وخاضها معهم ولا خرجوا في بعث إلا كان في طليعتهم.
لما أسلم كان المسلمون يقولون هذا ابن عدو الله أبي جهل فساءه ذلك فشكى إلى رسول الله فقال النبي لأصحابه "لاتسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي" ونهاهم أن يقولوا عكرمة
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)